روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي  
{وَمَآ أَسۡـَٔلُكُمۡ عَلَيۡهِ مِنۡ أَجۡرٍۖ إِنۡ أَجۡرِيَ إِلَّا عَلَىٰ رَبِّ ٱلۡعَٰلَمِينَ} (109)

{ وَمَا أسألكم عَلَيْهِ } أي على ما أنا متصد له من الدعاء والنصح { مِنْ أَجْرٍ } أي ما أطلب منكم على ذلك أجراً أصلاً لا مالاً ولا غيره { إِنْ أَجْرِىَ } فيما أتولاه { إِلاَّ على رَبّ العالمين } فهو سبحانه الذي يؤجرني في ذلك تفضلاً منه لا غيره .

من باب الإشارة :وقال في باب أسرار الزكاة من الفتوحات إن قول الرسول { إِنْ أَجْرِىَ إِلاَّ على رَبّ العالمين }

[ الشعراء : 109 ] لا يقدح في كمال عبوديته فإن قوله : ذلك لأن يعلم أن كل عمل خالص يطلب الأجر بذاته وذلك لا يخرج العبد عن أوصاف العبودية فإن العبد في صورة الأجير وليس بأجير حقيقة إذ لا يستأجر السيد عبده بل يستأجر الأجنبي وإنما العمل نفسه يقتضي الأجرة وهو لا يأخذها وإنما يأخذها العامل وهو العبد فهو قابض الأجرة من الله تعالى فأشبه الأجير في قبض الأجرة وخالفه بالاستئجار اه .

وحقق أيضاً ذلك في الباب السادس عشر والثلاثمائة من الفتوحات ، وذكر في الباب السابع عشر والأربعمائة منها أن أجر كل نبي يكون على قدر ما ناله من المشقة الحاصلة له من المخالفين