روح المعاني في تفسير القرآن والسبع المثاني للآلوسي - الآلوسي  
{إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ شَٰهِدٗا وَمُبَشِّرٗا وَنَذِيرٗا} (8)

{ إِنَّا أرسلناك شاهدا } أي على امتك لقوله تعالى : { وَيَكُونَ الرسول عَلَيْكُمْ شَهِيدًا } [ البقرة : 143 ] وأخرج عبد بن حميد . وابن جرير . عن قتادة شاهداً على أمتك وشاهداً على الأنبياء عليهم السلام أنهم قد بلغوا { وَمُبَشّراً } بالثواب على الطاعة { وَنَذِيرًا } بالعذاب على المعصية .

ومن باب الاشارة : { إِنَّا أرسلناك شَاهِداً } على جميع المخلوقات إذ كنت أول مخلوق ، ومن هنا أحاط صلى الله عليه وسلم علما بما لم يحط به غيره من المخلوقات لأنه عليه الصلاة والسلام شاهد خلق جميعهاً ، ومن هذا المقام قال عليه الصلاة والسلام : «كنت نبياً وآدم بين الروح والجسد » { وَمُبَشّراً وَنَذِيراً } [ الفتح : 8 ] إذ كنت أعلم الخلق بصفات الجمال والجلال