تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ شَٰهِدٗا وَمُبَشِّرٗا وَنَذِيرٗا} (8)

الآية 8 وقوله تعالى : { إنا أرسلناك شاهدا ومُبشّرا ونذيرا } قوله : { شاهدا } لله عما لله تعالى على عباده وما{[19527]} لبعضهم على بعض فعلى هذا التأويل يكون قوله { شاهدا } أي مبينا ، أي يبيّن ما لله عليهم وما لبعضهم على بعض ، وهو قول أبي بكر الأصمّ .

وقال بعضهم : أي شاهدا للرسل عليهم السلام بالتبليغ بالإجابة لمن أجابهم ، وشاهدا على من أبى الإجابة بالإباء والرّد . فعلى هذا التأويل يكون قوله : { شاهدا } على حقيقة الشهادة على ما ذكرنا ، والله أعلم .

وقال بعضهم : أي أرسلناك شاهدا على أمّتك على الأنبياء عليهم السلام بالتبليغ{[19528]} والله أعلم .

وقوله تعالى : { ومبشّرا ونذيرا } البشارة هي بذكر عواقب الخيرات والحسنات والإخبار عن أحوالها أنها إلى ماذا يُفضي أربابُها وعمّالها ليُرغّبهم فيها . والنّذارة بذكر عواقب الشرور والسيئات والإخبار عن أحوالها أنها إلى ماذا يُفضي أربابها ومُرتكبوها{[19529]} ليزجرهم [ عنها ]{[19530]} والله أعلم .


[19527]:الواو ساقطة من الأصل وم.
[19528]:أدرج بعدها في الأصل وم: ومن ذكرنا.
[19529]:في الأصل وم: ومرتكبها.
[19530]:من م، ساقطة من الأصل.