النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{إِنَّآ أَرۡسَلۡنَٰكَ شَٰهِدٗا وَمُبَشِّرٗا وَنَذِيرٗا} (8)

قوله عز وجل : { إِنَّا أَرْسَلنَاكَ شَاهِداً } فيه ثلاثة أوجه :

أحدها : شاهداً على أمتك بالبلاغ ، قاله قتادة .

الثاني : شاهداً على أمتك بأعمالهم من طاعة أو معصية .

الثالث : مبيناً ما أرسلناك به إليهم .

{ وَمُبَشِّراً وَنَذِيراً } فيه وجهان :

أحدهما : مبشراً للمؤمنين ونذيراً للكافرين .

الثاني : مبشراً بالجنة لمن أطاع ونذيراً بالنار لمن عصى ، قاله قتادة ، والبشارة والإنذار معاً خير لأن المخبر بالأمر السار مبشر والمحذر من الأمر المكروه منذر . قال النابغة الذبياني :

تناذرها الراقون من سوء سعيها *** تطلقها طوراً وطوراً تراجع{[2686]}


[2686]:الشاعر يصف حية.