التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز  
{وَٱللَّهُ يَقۡضِي بِٱلۡحَقِّۖ وَٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦ لَا يَقۡضُونَ بِشَيۡءٍۗ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ} (20)

قوله : { وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ } الله جل وعلا يقضي بين عباده بالصدق والعدل . وهو سبحانه لا يحيف في قضائه وليس لعدله البالغ المطلق أيما نظير .

قوله : { وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ لاَ يَقْضُونَ بِشَيْءٍ } يعني ما تعبدونه من آلهة مصطنعة مفتراة لا تقضي بشيء . وذلك من باب التهكم بهم لفرط سفاهتهم وجهالتهم ؛ فإن ما يعبدونه من أصنام صماء لا يوصف بالقدرة وليس من شأن هذه المعبودات المفتراة أن تقضي . قوله : { إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } ذلك تقدير لوصفه سبحانه بأنه يعلم خائنة الأعين وما تخفي الصدور ؛ فالله عز وجل يسمع ما تنطق به الألسن من كلام مسموع أو خفي . وهو سبحانه بصير يرى ويعلم ما يجري في الوجود من أحداث وأشياء . وفي ذلك من الوعيد والتهديد ما لا يخفى{[4013]} .


[4013]:فتح القدير ج 4 ص 484-487 والكشاف ج 3 ص 419-421 وتفسير النسفي ج 4 ص 74