فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَٱللَّهُ يَقۡضِي بِٱلۡحَقِّۖ وَٱلَّذِينَ يَدۡعُونَ مِن دُونِهِۦ لَا يَقۡضُونَ بِشَيۡءٍۗ إِنَّ ٱللَّهَ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡبَصِيرُ} (20)

{ وَاللَّهُ يَقْضِي بِالْحَقِّ } فيجازي كل أحد بما يستحقه من خير وشر .

{ وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ } أي يعبدونهم من دون الله ، قرأ الجمهور بالتحتية يعني الظالمين ، وقرئ بالفوقية على الخطاب لهم ، وهما سبعيتان { لَا يَقْضُونَ بِشَيْءٍ } لأنهم لا يعلمون شيئا ولا يقدرون على شيء . فكيف يكونون شركاء لله ، وهذا تهكم لأن ما لا يوصف بالقدرة كالجماد لا يقال فيه يقضي أو لا يقضي .

{ إِنَّ اللَّهَ هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } فلا يخفى عليه من المسموعات والمبصرات خافية ؛ تقرير لقوله . { يَعْلَمُ خَائِنَةَ الْأَعْيُنِ وَمَا تُخْفِي الصُّدُورُ } ولقضائه بالحق ، ووعيد لهم بأنه يسمع ما يقولون ، ويبصر ما يعملون ، وأنه يعاقبهم عليه . وتعريض بما يدعون من دونه وأنها لا تسمع ولا تبصر .