وقوله : { والله يقضي بالحق } أي : يقدر أن يجزي بالحسنة الحسنة وبالسيئة السيئة .
وروى ابن وهب عن رجاله عن ابن عباس أنه{[59543]} قال : هو الرجل تمر به المرأة فيُرِي القوم أنه يغض بصره ، فإذا أغفلوا{[59544]} نظر إليها : ويريهم ( أنه يغض ){[59545]} بصره ويود لو أنه يطلع على عورتها ويقدر عليها{[59546]} .
وعن ابن عباس أنه قال في ( خائنة الأعين ) : إنه الرجل ينظر إلى المرأة فإذا نظر أصحابه إليه غض بصره ، ( وقد علم الله عز وجل منه انه يود لو نظر إلى عورتها ، فإذا رأى منهم غفلة تدسس النظر ، فإذا نظر إليه أصحابه غض بصره ){[59547]} .
قال مجاهد : خائنة الأعين : نظر العين إلى ما نهى الله عز وجل عنه{[59548]} .
وقال قتادة : يعلم همزه بعينه{[59549]} ، وإغماضه فيما لا يحب الله جل ذكره ولا يرضى به{[59550]} .
قال الفراء : ( خائنة الأعين ) : النظرة الثانية و{ وما تخفي الصدور } النظرة الأولى{[59551]} { والله يقضي بالحق } ، أي : يجازي من غض بصره عن محرمه حذر الموقف بين يديه ، ومن ردد النظر وعزم قلبه على مواقعة الفواحش إذا قدر عليها .
قال الزجاج : ( خائنة الأعين ) نظر ونيته الخيانة{[59552]} .
ثم قال : { والذين تدعون من دونه } أي : والأوثان التي يدعو هؤلاء ( المشركون ){[59553]} من قومك من دون الله .
{ لا يقضون بشيء } ، أي لا تقدر{[59554]} على شيء ولا تعلم شيئا ، فاعبدوا الله الذي هو { السميع } لما تنطق به ألسنتكم { البصير } بما تعملون من الأفعال ، المحيط{[59555]} بكل{[59556]} ذلك .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.