التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور  
{وَأَمۡدَدۡنَٰهُم بِفَٰكِهَةٖ وَلَحۡمٖ مِّمَّا يَشۡتَهُونَ} (22)

عطف على { في جنات ونعيم } [ الطور : 17 ] الخ .

والإِمداد : إعطاء المَدَد وهو الزيادة من نوع نافع فيما زيد فيه ، أي زدناهم على ما ذكر من النعيم والأكل والشرب الهنيء فاكهةً ولحماً مما يشتهون من الفواكه واللحوم التي يشتهونها ، أي ليوتي لهم بشيء لا يرغبون فيه فلكل منهم ما اشتهى .

وخص الفاكهة واللحم تمهيداً لقوله : { يتنازعون فيها كأساً لا لغو فيها ولا تأثيم } منحهم الله في الآخرة لذة نشوة الخمر والمنادمة على شربها لأنها من أحسن اللذات فيما ألفتْهُ نفوسهم ، وكان أهل الترف في الدنيا إذا شربوا الخمر كَسروا سورة حدتها في البطن بالشِواء من اللحم قال النابغة يصف قرن الثور :

سفُّود شَرْب نَسُوه عند مُفْتَأد

ويدفعون لذغ الخمر عن أفواههم بأكل الفواكه ويسمونها النُّقْل بضم النون وفتحها ويكون من ثمار ومقاث .