المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{لَا يُؤۡمِنُونَ بِهِۦ وَقَدۡ خَلَتۡ سُنَّةُ ٱلۡأَوَّلِينَ} (13)

وقوله : { لا يؤمنون به } عموم معناه الخصوص فيمن حتم عليه . وقوله : { وقد خلت سنة الأولين } أي على هذه الوتيرة .

وتقول : سلكت الرجل في الأمر ، وأسلكته ، بمعنى واحد . ويروى : حتى إذا أسلكوهم في قتايدة ؛ البيت .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{لَا يُؤۡمِنُونَ بِهِۦ وَقَدۡ خَلَتۡ سُنَّةُ ٱلۡأَوَّلِينَ} (13)

جملة { لا يؤمنون به } بيان للسلك المشبه به أو حال من المجرمين ، أي تعيه عقولهم ولا يؤمنون به . وهذا عام مراد به من ماتوا على الكفر منهم . والمراد أنهم لا يؤمنون وقتاً ما .

وجملة { وقد خلت سنة الأولين } معترضة بين جملة { لا يؤمنون به } وجملة { ولو فتحنا عليهم باباً من السماء } [ الحجر : 14 ] الخ .

والكلام تعريض بالتهديد بأن يحل بهم ما حل بالأمم الماضية معاملة للنظير بنظيره ، لأن كون سنة الأولين مضت أمر معلوم غير مفيد ذكره ، فكان الخبر مستعملاً في لازمه بقرينة تعذر الحمل على أصل الخبرية .

والسنّة : العادة المألوفة . وتقدم في قوله تعالى : { قد خلت من قبلكم سنن } في سورة آل عمران ( 137 ) . وإضافتها إلى { الأولين } باعتبار تعلقها بهم ، وإنما هي سنة الله فيهم لأنها المقصود هنا ، والإضافة لأدنى ملابسة .