تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{لَا يُؤۡمِنُونَ بِهِۦ وَقَدۡ خَلَتۡ سُنَّةُ ٱلۡأَوَّلِينَ} (13)

الآية 13 : ( وقوله تعالى ){[9786]} : { لا يؤمنون به } يقول : من حكم الله أن يسلك التكذيب في قلب من اختار التكذيب {[9787]} ، ومن حكمه أن يسلك التصديق في قلب من صدقه ، واختاره ، كقوله : { فلما زاغوا أزاغ الله قلوبهم } ( الصف : 5 ) وكقوله : { وما يضل به إلا الفاسقين } ( البقرة : 26 ) .

وقال بعضهم : قوله : { كذلك } نجعل الكفر والتكذيب { في قلوب المجرمين } بكفرهم كقوله : { وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه } الآية ( الأنعام : 25 ) وقوله : { وجعلنا قلوبهم قاسية } ( المائدة : 13 ) ونحوه .

ويحتمل قوله : { كذلك نسلكه في قلوب المجرمين } الحجج والآيات ليكون تكذيبهم وردهم الآيات والحجج وتكذيبهم تكذيب عناد ومكابرة [ لأنهم ]{[9788]} { لا يؤمنون به } .

وقوله تعالى : { كذلك نسلكه في قلوب المجرمين } أي مثل الذي سلكناه في قلوب المؤمنين من قبول الآيات والحجج والتصديق لها ، لما علم أنهم يختارون ذلك { نسلكه في قلوب المجرمين } من تكذيب الآيات والحجج وردها ، لما علم منهم الرد والتكذيب لها . هذا محتمل ، ويحتمل غير هذا ما ذكرنا ، والله أعلم .

وقوله تعالى : { وقد خلت سنة الأولين } يحتمل قوله { وقد خلت سنة الأولين } بالتكذيب والرد والمعاندة والمكابرة بعد قيام الحجج والآيات . ويحتمل { وقد خلت سنة الأولين } بالهلاك والاستئصال عند مكابرة حجج الله ومعاندتهم إياها .

وقال بعض أهل التأويل : { كذلك نسلكه } أي نجعله على ما ذكرنا الكفر بالعذاب { في قلوب المجرمين } { لا يؤمنون به } أي لا يصدقون بالعذاب { وقد خلت سنة الأولين } بالتكذيب لرسلهم بالعذاب . فهؤلاء يستنون بسنتهم .

وقال أبو عوسجة : { كذلك نسلكه } أي ندخله ؛ يقال : السالك الداخل ، والسلوك الدخول ، وسلكت أدخلت .

وتصديق [ قوله ]{[9789]} قوله تعالى : { كذلك سلكناه في قلوب المجرمين } ( الشعراء : 200 ) وقوله{[9790]} : { اسلك يدك في جيبك } ( القصص : 32 ) أي أدخل .


[9786]:ساقطة من الأصل وم.
[9787]:أدرج بعدها في الأصل وم: وكذبه.
[9788]:ساقطة من الأصل وم.
[9789]:ساقطة من الأصل وم.
[9790]:في الأصل وم: وقال.