المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{نُمَتِّعُهُمۡ قَلِيلٗا ثُمَّ نَضۡطَرُّهُمۡ إِلَىٰ عَذَابٍ غَلِيظٖ} (24)

والمتاع القليل هو العمر في الدنيا ، و «العذاب الغليظ » معناه المغلظ المؤلم .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{نُمَتِّعُهُمۡ قَلِيلٗا ثُمَّ نَضۡطَرُّهُمۡ إِلَىٰ عَذَابٍ غَلِيظٖ} (24)

استئناف بياني لأن قوله { إلينا مرجعهم فننبئهم بما عملوا } [ لقمان : 23 ] يثير في نفوس السامعين سؤالاً عن عدم تعجيل الجزاء إليهم ، فبيّن بأن الله يُمهِلُهم زمناً ثم يوقعهم في عذاب لا يجدون منه منجى . وهذا الاستئناف وقع معترضاً بين الجمل المتعاطفة .

والتمتيع : العطاء الموقت فهو إعطاء المتاع ، أي الشيء القليل . و { قليلاً } صفة لمصدر مفعول مطلق ، أي تمتيعاً قليلاً ، وقلته بالنسبة إلى ما أعدّ الله للمسلمين أو لقلة مدته في الدنيا بالنسبة إلى مدة الآخرة ، وتقدم عند قوله تعالى { ومتاع إلى حين } في الأعراف ( 24 ) .

والاضطرار : الإلجاء ، وهو جعل الغير ذا ضرورة ، أي : لزوم ، وتقدم عند قوله تعالى : { ثم أضْطَرُّه إلى عذاب النار } في سورة البقرة ( 126 ) .

والغليظ : من صفات الأجسام وهو القوي الخشن ، وأطلق على الشديد من الأحوال على وجه الاستعارة بجامع الشدة على النفس وعدم الطاقة على احتماله . وتقدم قوله { ونجيناهم من عذاب غليظ } في سورة هود ( 58 ) كما أطلق الكثير على القوي .