تأويلات أهل السنة للماتريدي - الماتريدي  
{نُمَتِّعُهُمۡ قَلِيلٗا ثُمَّ نَضۡطَرُّهُمۡ إِلَىٰ عَذَابٍ غَلِيظٖ} (24)

الآية 24 وقوله تعالى : { نمتعهم قليلا } أي في الدنيا لأن متاع الدنيا قليل ، أي [ يمتعون ، وينعمون ]( {[16267]} ) بذلك القليل { ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ } يذكر هذا مقابل ما ذكر لأهل الجنة حين( {[16268]} ) قال : { خالدين فيها لا يبغون عنها حولا } [ الكهف : 108 ] فيخبر أن أهل النار يضطرون ، ويدفعون إلى النار ، لا أنهم يدخلونها اختيار كقوله : { يوم يدعون إلى نار جهنم دعا } [ الطور : 13 ] .

وقوله تعالى : { غليظ } جائز أن يكون كناية عن امتداده وطوله ، وجائز أن يكون كناية عن شدته وألمه وجراحته كقوله : { تلفح وجوههم النار } الآية : [ المؤمنون : 104 ] وقيل : يغلظ عليهم العذاب لونا( {[16269]} ) بعد لون ، والله أعلم .


[16267]:في الأصل وم: يتمتعون ويعمرون.
[16268]:في الأصل وم: حيث.
[16269]:في الأصل وم: لون.