فتح الرحمن في تفسير القرآن لتعيلب - تعيلب  
{نُمَتِّعُهُمۡ قَلِيلٗا ثُمَّ نَضۡطَرُّهُمۡ إِلَىٰ عَذَابٍ غَلِيظٖ} (24)

{ ومن كفر فلا يحزنك كفره إلينا مرجعهم فننبئهم بما عملوا إن الله عليم بذات الصدور 23 نمتعهم قليلا ثم نضطرهم إلى عذاب غليظ 24 ولئن سألتهم من خلق السماوات والأرض ليقولن الله قل الحمد لله بل أكثرهم لا يعلمون 25 لله ما في السماوات والأرض إن الله هو الغني الحميد26 } .

تسلية من الله تعالى لنبيه ، ووعيد لمن خالفه وكذب بالحق لما جاءه ، فإن من عمي عن الهدى يعود هلاكه على نفسه ، وإليه يرجع وبال كفره ، ولن تسأل أيها البشير النذير عن أصحاب الجحيم ، فلا تأس ولا تحزن وتأسف على ما هم فيه من إصرار على الحنث العظيم ، فهم راجعون إلينا ، وموقوفون بين يدينا ، نخبرهم بما كانوا قد أجرموا وعملوا ، وما أسروا به ، أو عنه غفلوا ، فإنا نعلم سرهم ونجواهم ، وما يمكرون ويبيتون ، ومهما حلمنا عليهم وأمهلناهم ، فإنا نعمرهم ما يتذكر فيه من تذكر ، ونمتعهم استدراجا ثم نسوقهم إلى العذاب الشديد الأكبر ، كما تهددهم القوي العزيز بقوله المجيد : ) . . قل تمتع بكفرك قليلا إنك من أصحاب النار( {[3452]}( . . والذين كفروا يتمتعون ويأكلون كما تأكل الأنعام والنار مثوى لهم( {[3453]} ) . . قل تمتعوا فإن مصيركم إلى النار( {[3454]} .


[3452]:سورة الزمر. من الآية 8.
[3453]:سورة محمد- عليه السلام- من الآية 12.
[3454]:سورة إبراهيم. من الآية 30.