المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ هُم مِّنۡ خَشۡيَةِ رَبِّهِم مُّشۡفِقُونَ} (57)

لما فرغ ذكر الكفرة وتوعدهم عقب ذلك ذكر المؤمنين ووعدهم وذكرهم بأبلغ صفاتهم ، و «الإشفاق » أبلغ التوقع والخوف ، و { من } ، في قوله { من خشية } هي لبيان جنس الإشفاق ، والإشفاق إنما هو من عذاب الله ، و { من } ، في قوله { من عذاب } هي لابتداء غاية و «الآيات » تعم القرآن وتعم العبر والمصنوعات التي لله وغير ذلك مما فيه نظر واعتبار وفي كل شيء له آية{[8505]} ،


[8505]:هذا صدر بيت معروف متداول، وهو بتمامه: وفي كل شيء له آية تدل على أنه الواحد