اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{إِنَّ ٱلَّذِينَ هُم مِّنۡ خَشۡيَةِ رَبِّهِم مُّشۡفِقُونَ} (57)

قوله : { إِنَّ الذين هُم مِّنْ خَشْيةِ رَبِّهِمْ مُّشْفِقُونَ } الآيات لمَّا ذمَّ من تقدّم{[33033]} بقوله : { أَيَحْسَبُونَ أَنَّمَا نُمِدُّهُمْ } [ المؤمنون : 55 ] ثم{[33034]} قال : { بَل لاَّ يَشْعُرُونَ } [ المؤمنون : 56 ] ، بيّن بعده صفات من يُسارع في الخيرات ، فقال : { إِنَّ الذين هُم مِّنْ خَشْيةِ رَبِّهِمْ مُّشْفِقُونَ } ، والإشفاق يتضمن الخشية مع زيادة رقة وضعف . وقيل : جمع بينهما للتأكيد . ومنهم من حمل الخشية على العذاب ، والمعنى : إن الذي هم من عذاب ربهم مشفقون أي : خائفون من عقابه {[33035]} .

قوله : «مِنْ خَشْيَةِ » فيه وجهان :

أحدهما : أنها لبيان الجنس . قال ابن عطية : هي لبيان جنس الإشفاق{[33036]} .

قال شهاب الدين : وهي عبارة{[33037]} قَلِقَة{[33038]} .

والثاني : أنها متعلقة ب «مُشْفِقُونَ » . قاله الحوفي{[33039]} ، وهو واضح .


[33033]:من هنا نقله ابن عادل عن الفخر الرازي 23/107.
[33034]:ثم: سقط من الأصل.
[33035]:وهو قول الكلبي ومقاتل. آخر ما نقله هنا عن الفخر الرازي 23/107.
[33036]:تفسير ابن عطية 10/369.
[33037]:في ب: عبادة. وهو تحريف.
[33038]:الدر المصون: 5/90.
[33039]:البرهان 6/157.