المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية  
{وَإِذَا ٱلنُّجُومُ ٱنكَدَرَتۡ} (2)

و «انكدار النجوم » : هو انقضاضها وهبوطها من مواضعها ، ومنه قول الراجز [ العجاج ] : [ الرجز ]

أبصر خربان فلاة فانكدرْ . . . تقضّي البازي إذا البازي كسرْ{[11642]}

وقال ابن عباس : { انكدرت } : تغيرت ، من قولهم : ماء كدر ، أي متغير اللون .


[11642]:هذان بيتان من الرجز قالهما العجاج بن رؤبة، وهما من قصيدة له يمدح عمرو بن عبيد الله بن معمر، وفي مطلعها يقول: قد جبر الدين الإله فجبر وترتيب الأبيات هنا يختلف عما في الديوان، فهو هناك يقول عن ممدوحه:دانى جناحيه من الطور فمر تقضر البازي إذا البازي كسر أبصر خربان فضاء فانكدر شاكي الكلاليب إذا أهوى اطفر والطور: جبل مختلف في موضعه، لكنه هنا يريد الشام، والخربان: ذكر الحبارى، أو هو الحبارى كلها، والكلاليب: المخالب، واطفر: ظفر ، وأصله اظتفر، فقلبت التاء طاء وأدغمت في الظاء فصارت اطفر. يقول: إن الممدوح مثل البازي الذي اقترب من جبل الطور، ثم انقض من أعلى الجو لأنه رأى أسراب الحبارى على الأرض، وله مخالب كأنها الكلاليب، وهو بانقضاضه هذا لا بد أن يظفر بصيده. والشاهد أن "انكدر" بمعنى: انقض.