اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَإِذَا ٱلنُّجُومُ ٱنكَدَرَتۡ} (2)

قوله : { وَإِذَا النجوم انكدرت } أي : تناثرت وتساقطت .

قال تعالى : { وَإِذَا الكواكب انتثرت } [ الانفطار : 2 ]

والأصل في الانكدار : الانصباب .

قال الخليل : انكدر عليهم القول إذا جاءوا أرسالاً ، وانصبوا عليهم .

وقال أبو عبيدة : انصبّ كما ينصب العقاب إذا كسرت ؛ قال العجاجُ يصفُ صقراً : [ الرجز ]

5119- أبْصَرَ خِرْبَانَ فضَاءٍ فانْكَدرْ *** تَقضِّيَ البَازِيَ إذَا البَازِي كَسَرْ{[59430]}

روى ابن عباس - رضي الله عنهما - : قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «لا يَبْقَى في السَّمَاءِ يَوْمَئذٍ نَجمٌ إلاَّ سَقطَ في الأرْضِ »{[59431]} .

وروي ابن عباس - رضي الله عنهما - : أن النجوم قناديلُ معلقةٌ بين السماء والأرض بسلاسلَ من نور بأيدي الملائكة ، فإذا مات من في السموات ، ومن في الأرض تساقطت تلك الكواكب من أيدي الملائكة ؛ لأنه مات من كان يمسكها{[59432]} .

قال القرطبي{[59433]} : «ويحتمل أن يكون » انكدارها « : طمسَ آثارها ، وسميت النجوم نجوماً لظهورها في السماء بضوئها .

وعن ابن عباس - أيضاً - : «انْكَدرَتْ » : تغيَّرت ، فلم يبق لها ضوءٌ لزوالها عن أماكنها{[59434]} ، والمعنى متقارب .


[59430]:تقدم.
[59431]:تقدم.
[59432]:ذكره القرطبي في "تفسيره" (19/149) من طريق الضحاك عن ابن عباس.
[59433]:ينظر: الجامع لأحكام القرآن (19/149).
[59434]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (12/458).