معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَأَنَا ٱخۡتَرۡتُكَ فَٱسۡتَمِعۡ لِمَا يُوحَىٰٓ} (13)

قوله تعالى : { وأنا اخترتك } ، اصطفيتك برسالاتي ، قرأ حمزة : ( وأنا ) مشددة النون اخترناك على التعظيم { فاستمع لما يوحى } إليك .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَأَنَا ٱخۡتَرۡتُكَ فَٱسۡتَمِعۡ لِمَا يُوحَىٰٓ} (13)

وقوله : { وَأَنَا اخْتَرْتُكَ } كقوله { إِنِّي اصْطَفَيْتُكَ عَلَى النَّاسِ بِرِسَالاتِي وَبِكَلامِي } [ الأعراف : 144 ] أي : على جميع الناس من الموجودين في زمانه .

و[ قد ]{[19228]} قيل : إن الله تعالى قال : يا موسى ، أتدري لم خصصتك بالتكليم من بين الناس ؟ [ قال : لا . قال : ] {[19229]} لأني لم يتواضع لي أحد تواضعك .

وقوله : { فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى } أي : اسمع الآن ما أقول لك وأوحيه إليك .


[19228]:زيادة من ف، أ.
[19229]:زيادة من ف، أ.
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَأَنَا ٱخۡتَرۡتُكَ فَٱسۡتَمِعۡ لِمَا يُوحَىٰٓ} (13)

قوله { وأنَا اخْتَرْتُكَ } أخبر عن اختيار الله تعالى موسى بطريق المسند الفعلي المفيد تقوية الحكم ، لأنّ المقام ليس مقام إفادة التخصيص ، أي الحصر نحو : أنا سعيت في حاجتك ، وهو يعطي الجزيل . وموجِب التقوّي هو غرابة الخبر ومفاجأته به دفعاً لتطرّق الشك في نفسه .

والاختيار : تكلف طلب ما هو خير . واستعملت صيغة التكلف في معنى إجادة طلب الخير .

وفُرع على الإخبار باختياره أن أُمِر بالاستماع للوحي لأنه أثر الاختيار إذ لا معنى للاختيار إلاّ اختياره لتلقي ما سيوحي الله .

والمراد : ما يوحى إليه حينئذ من الكلام ، وأما ما يوحى إليه في مستقبل الأيام فكونه مأموراً باستماعه معلوم بالأحْرى .

وقرأ حمزة وحده { وأنّا اخترناك } بضميري التعظيم .

واللام في { لِمَا يُوحَى } للتقوية في تعدية فعل « استمع » إلى مفعوله ، فيجوز أن تتعلق باخْتَرْتُكَ ، أي اخترتك للوحي فاستمع ، معترضاً بين الفعل والمتعلّق به . ويجوز أن يضمّن استمع معنى أصْغغِ .