السراج المنير في تفسير القرآن الكريم للشربيني - الشربيني  
{وَأَنَا ٱخۡتَرۡتُكَ فَٱسۡتَمِعۡ لِمَا يُوحَىٰٓ} (13)

وقوله تعالى : { وأنا اخترتك } أي : اصطفيتك للرسالة من قومك قرأ حمزة بتشديد النون من أنا وقرأ اخترناك بنون بعدها ألف بلفظ الجمع والباقون بتاء مضمومة وقوله تعالى : { فاستمع لما يوحى } أي : إليك مني فيه نهاية الهيبة والجلالة كأنه تعالى قال : لقد جاءك أمر عظيم فتأهب له واجعل كل عقلك وخاطرك مصروفاً إليه وفي قوله تعالى : { وأنا اخترتك } نهاية اللطف والرحمة فيحصل له من الأوّل نهاية الرجاء ومن الثاني نهاية الخوف .

تنبيه : يجوز في لام { لما } أن تتعلق فاستمع وهو أولى وأن تكون مزيدة في المفعول على حد قوله تعالى : { ردف لكم } [ النمل ، 72 ] وجوّز الزمخشريّ أن يكون ذلك من باب التنازع ونازعه أبو حيان بأنه لو كان كذلك لأعاد الضمير مع الثاني فكان يقول فاستمع له لما يوحى ، وأجيب عنه بأنّ مراده التعلق المعنوي من حيث الصلاحية وأما تقدير الصناعة فلم يعنه .