قوله تعالى{[23359]} : { وَأنَا اخْتَرْتُكَ }{[23360]} أي للرسالة والكلام .
قرأ حمزة " وَ " أنَّا اخْتَرْنَاكَ " بفتح الهمزة فضمير المتكلم المعظم نفسه{[23361]} .
وقرأ السلمي والأعمش وابن هرمز كذلك إلا أنهم كسروا الهمزة{[23362]} .
والباقون : " وَأنَا اخْتَرْتُكَ " بضمير المتكلم وحده{[23363]} . وقرئ " أَنِّي اخْتَرْتُكَ " بفتح الهمزة{[23364]} .
فأما قراءة حمزة فعطف على قوله { أنِّي رَبُّكَ أَنَا رَبُّكَ } وذلك أنه يفتح الهمزة هناك ففعل ذلك لما عطف غيرها عليها{[23365]} . وجوز أبو البقاء أن يكون الفتح على تقدير : وَلأنّا اخْتَرْنَاكَ فَاسْتَمِعْ ، فعلقه باسْتَمِعْ{[23366]} . والأول أولى .
ومن كسرها فلأنه يقرأ " إنِّي أنَا رَبُّكَ " بالكسر{[23367]} . وقراءة أُبي كقراءة حمزة بالنسبة للعطف{[23368]} . ومفعول " اخْتَرْتُكَ " الثاني محذوف ، أي اخترتك من قومك{[23369]} .
قوله : { لِمَا يُوحَى } الظاهر تعلقه ب " اسْتَمِع " ويجوز أن تكونَ اللام مزيدة في المفعول على حد قوله تعالى { رَدِفَ لَكُمْ }{[23370]} وجوَّز الزمخشري وغيره أن تكون المسألة من باب التنازع بين " اخْتَرْتُكَ " وبين " اسْتَمِعْ " كأنه قيل : " اخْتَرْتُكَ لِمَا يُوحَى فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى " . قال الزمخشري : فعلق اللام باسْتَمِعْ أو باخْتَرْتُكَ{[23371]} وقد رد أبو حيان هذا بأن قال : ولا يجوز التعليق باخْتَرْتُكَ لأنه من باب الإعمال فكان يجب{[23372]} أو يختار إعادة الضمير مع الثاني ، فكان يكون : فاسْتَمِعْ لَهُ لِمَا يُوحَى ، فدل على أنه من باب إعمال الثاني{[23373]} .
قال شهاب الدين : والزمخشري عنى التعليق المعنوي من حيث الصلاحية وأما تقدير الصناعة فلم يَعْنِهِ{[23374]} .
( و " ما " ){[23375]} يجوز أن تكون مصدرية وبمعنى الذي ، أي فاسْتَمِعْ للوحي أو للذي يوحى{[23376]} ){[23377]} .
فصل{[23378]}
هذه الآية تدل على النبوة لا تحصل بالاستحقاق ، لأن قوله : { وَأَنَا اخْتَرْتُكَ } يدل على أن ذلك المنصب{[23379]} العالي إنما حَصَل لأنه تعالى اختاره له ابتداء لا أنه يستحقه على الله تعالى .
وقوله{[23380]} : { فَاسْتَمِعْ لِمَا يُوحَى } أي : إليك فيه نهاية الهيبة والجلالة كأنه قال : لَقَدْ جَاءَك أمْرٌ فتأهَّبْ له ، واجعَلْ كلَّ عقلك{[23381]} وخاطرِك مصروفاً إليه .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.