إرشاد العقل السليم إلى مزايا الكتاب الكريم لأبي السعود - أبو السعود  
{وَأَنَا ٱخۡتَرۡتُكَ فَٱسۡتَمِعۡ لِمَا يُوحَىٰٓ} (13)

{ وَأَنَا اخترتك } أي اصطفيتك للنبوة والرسالة ، وقرئ وأنّا اخترناك بالفتح والكسر ، والفاء في قوله : { فاستمع } لترتيب الأمرِ أو المأمورِ به على ما قبلها ، فإن اختيارَه عليه السلام لما ذكر من موجبات الاستماع والأمرِ به ، واللام في قوله تعالى : { لِمَا يُوحَى } متعلقةٌ باستمعْ وما موصولةٌ أو مصدريةٌ ، أي فاستمع الذي يوحى إليك أو الوحْيَ لا باخترتك كما قيل ، لكن لا لما قيل من أنه من باب التنازُعِ وإعمالِ الأول فلا بد حينئذ من إعادة الضميرِ مع الثاني بل لأن قوله تعالى : { إِنَّنِي أَنَا الله لا إله إِلا أَنَا فاعبدوني وأقم الصلاة لذكري } .