معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{إِن تُقۡرِضُواْ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنٗا يُضَٰعِفۡهُ لَكُمۡ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡۚ وَٱللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ} (17)

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{إِن تُقۡرِضُواْ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنٗا يُضَٰعِفۡهُ لَكُمۡ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡۚ وَٱللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ} (17)

وقوله : { إِنْ تُقْرِضُوا اللَّهَ قَرْضًا حَسَنًا يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ } أي : مهما أنفقتم من شيء فهو يخلفه ، ومهما تصدقتم من شيء فعليه جزاؤه ، ونزل ذلك منزلة القرض له ، كما ثبت في الصحيح أن الله تعالى يقول : " من يقرض غير ظلوم ولا عديم " {[28940]} ولهذا قال : { يُضَاعِفْهُ لَكُمْ } كما تقدم في سورة البقرة : { فَيُضَاعِفَهُ لَهُ أَضْعَافًا كَثِيرَةً } [ البقرة : 245 ]

{ وَيَغْفِرْ لَكُمْ } أي : ويكفر عنكم السيئات . ولهذا قال : { وَاللَّهُ شَكُورٌ } أي : يجزي على القليل بالكثير { حليم } أي : [ يعفو و ] {[28941]} يصفح ويغفر ويستر ، ويتجاوز عن الذنوب والزلات والخطايا والسيئات .


[28940]:- (1) صحيح مسلم برقم (758) من حديث أبي هريرة، رضي الله عنه.
[28941]:- (2) زيادة من م.
 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{إِن تُقۡرِضُواْ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنٗا يُضَٰعِفۡهُ لَكُمۡ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡۚ وَٱللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ} (17)

القول في تأويل قوله تعالى : { إِن تُقْرِضُواْ اللّهَ قَرْضاً حَسَناً يُضَاعِفْهُ لَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ * عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشّهَادَةِ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ } .

يقول تعالى ذكره : وإن تنفقوا في سبيل الله ، فتحسنوا فيها النفقة ، وتحتسبوا بإنفاقكم الأجر والثواب يضاعف ذلك لكم ربكم ، فيجعل لكم مكان الواحد سبع مئة ضعف إلى أكثر من ذلك مما يشاء من التضعيف يَغفرْ لكُم ذُنوبَكُم فيصفح لكم عن عقوبتكم عليها مع تضعيفه نفقتكم التي تنفقون في سبيله وَاللّهُ شَكُورٌ يقول : والله ذو شكر لأهل الإنفاق في سبيله ، بحسن الجزاء لهم على ماأنفقوا في الدنيا في سبيله حَلِيمٌ يقول : حليم عن أهل معاصيه بترك معاجلتهم بعقوبته .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{إِن تُقۡرِضُواْ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنٗا يُضَٰعِفۡهُ لَكُمۡ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡۚ وَٱللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ} (17)

إن تقرضوا الله تصرفوا المال فيما أمره قرضا حسنا مقرونا بإخلاص وطيب قلب يضاعفه لكم يجعل لكم بالواحد عشرا إلى سبعمائة وأكثر وقرأ ابن كثير وابن عامر ويعقوب يضعفه لكم ويغفر لكم ببركة الإنفاق والله شكور يعطي الجزيل بالقليل حليم لا يعاجل بالعقوبة .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{إِن تُقۡرِضُواْ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنٗا يُضَٰعِفۡهُ لَكُمۡ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡۚ وَٱللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ} (17)

وقرأ جمهور السبعة : «تضاعفه » وقرأ ابن كثير وابن عامر : «يضعفه »{[11149]} ، وذهب بعض العلماء إلى أن هذا الحض هو على أداء الزكاة المفروضة ، وذهب آخرون منهم إلى أن الآية ، في المندوب إليه وهو الأصح إن شاء الله .

وقوله تعالى : { والله شكور } إخبار بمجرد شكره تعالى على الشيء اليسير .

وأنه قد يحط به عن من يشاء الحوب العظيم لا رب غيره .


[11149]:اختلفوا في حذف الألف من [يضاعفه] هنا وفي البقرة، واختلفوا في تضعيف العين. راجع كتاب "النشر في القراءات العشر" لابن الجزري.