النكت و العيون للماوردي - الماوردي  
{إِن تُقۡرِضُواْ ٱللَّهَ قَرۡضًا حَسَنٗا يُضَٰعِفۡهُ لَكُمۡ وَيَغۡفِرۡ لَكُمۡۚ وَٱللَّهُ شَكُورٌ حَلِيمٌ} (17)

{ إن تُقْرِضوا اللَّهَ قرْضاً حَسَناً } فيه ثلاثة أقاويل :

أحدها : النفقة في سبيل اللَّه ، قاله عمر رضي اللَّه عنه .

الثاني : النفقة على الأهل ، قاله زيد بن أسلم .

الثالث : أنه قول سبحان اللَّه والحمد للَّه ولا إله إلا اللَّه واللَّه أكبر ، رواه ابن حبان .

وفي قوله { حَسَناً } وجهان محتملان :

أحدهما : أن تطيب بها{[2999]} النفس .

الثاني : أن لا يكون بها ممتناً .

{ يُضاعفْه لكم } فيه وجهان :

أحدهما : بالحسنة عشر أمثالها ، كما قال تعالى في التنزيل .

الثاني : إلى ما لا يحد من تفضله ، قاله السدي .

{ ويَغْفِرْ لكم } يعني ذنوبكم .

{ واللَّهُ شكورٌ حليمٌ } فيه وجهان :

أحدهما : أن يشكر لنا القليل من أعمالنا وحليم لنا في عدم تعجيل المؤاخذة بذنوبنا .

الثاني : شكور على الصدقة حين يضاعفها ، حليم في أن لا يعجل بالعقوبة في [ تحريف ] {[3000]} الزكاة عن موضعها ، قاله مقاتل .


[2999]:بها: أي النفقة في سبيل الله أو على الأهل كما سبق ذكره.
[3000]:يكون ذلك بالمن والأذى والرياء ونحو ذلك مما لا يبطل الثواب.