معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَمَا نُؤَخِّرُهُۥٓ إِلَّا لِأَجَلٖ مَّعۡدُودٖ} (104)

قوله تعالى : { وما نؤخره } ، أي : وما نؤخر ذلك اليوم ، فلا نقيم عليكم القيامة ، وقرأ يعقوب ، وما يؤخره بالياء ، { إلا لأجل معدود } ، معلوم عند الله .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَمَا نُؤَخِّرُهُۥٓ إِلَّا لِأَجَلٖ مَّعۡدُودٖ} (104)

وقوله : { وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلا لأجَلٍ مَعْدُودٍ } أي : ما نؤخر إقامة يوم القيامة إلا لأنه{[14906]} قد سبقت كلمة الله وقضاؤه وقدره ، في وجود أناس معدودين من ذرية آدم ، وضرب مدة معينة إذا انقضت وتكامل وجود أولئك المقدر خروجهم من ذرية آدم ، أقام الله الساعة ؛ ولهذا قال : { وَمَا نُؤَخِّرُهُ إِلا لأجَلٍ مَعْدُودٍ } أي : لمدة مؤقتة لا يزاد عليها ولا ينتقص منها ، { يَوْمَ يَأْتِ لا تَكَلَّمُ نَفْسٌ إِلا بِإِذْنِهِ }{[14907]} يقول : يوم يأتي هذا اليوم وهو يوم القيامة ، لا يتكلم أحد [ يومئذ ]{[14908]} إلا بإذن الله تعالى ، كما قال تعالى : { يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلائِكَةُ صَفًّا لا يَتَكَلَّمُونَ إِلا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَقَالَ صَوَابًا } [ النبأ : 38 ] ، وقال تعالى : { وَخَشَعَتِ الأصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلا تَسْمَعُ إِلا هَمْسًا } [ طه : 108 ] ، وفي الصحيحين عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديث الشفاعة الطويل : " ولا يتكلم يومئذ إلا الرسل ، ودعوى الرسل يومئذ : اللهُم سَلّم سلّم{[14909]}-{[14910]} .


[14906]:- في ت ، أ : "إلا أنه".
[14907]:- في ت : "يأتي" وفي أ. "يأتيهم".
[14908]:- زيادة من ت.
[14909]:- في ت : "اللهم سلم اللهم سلم".
[14910]:- صحيح البخاري برقم (806) وصحيح مسلم برقم (182).