معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَهُمۡ عَلَىٰ مَا يَفۡعَلُونَ بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ شُهُودٞ} (7)

{ وهم } يعني الملك وأصحابه الذين خدوا الأخدود ، { على ما يفعلون بالمؤمنين } من عرضهم على النار وإرادتهم أن يرجعوا إلى دينهم ، { شهود } حضور ، وقال مقاتل : يعني يشهدون أن المؤمنين في ضلال حين تركوا عبادة الصنم .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{وَهُمۡ عَلَىٰ مَا يَفۡعَلُونَ بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ شُهُودٞ} (7)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

قوله:"وَهُمْ عَلى ما يَفْعَلُونَ بالمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ "يعني: حضور...عن قتادة "وَهُمْ عَلى ما يَفْعَلُونَ بالمُؤْمِنِينَ شُهُودٌ" يعني بذلك الكفار.

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

ومعنى شهادتهم على إحراق المؤمنين: أنهم وكلوا بذلك وجعلوا شهوداً يشهد بعضهم لبعض عند الملك أنّ أحداً منهم لم يفرط فيما أمر به وفوض إليه من التعذيب. ويجوز أن يراد: أنهم شهود على ما يفعلون بالمؤمنين، يؤدّون شهادتهم يوم القيامة {يَوْمَ تَشْهَدُ عَلَيْهِمْ أَلْسِنَتُهُمْ وَأَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ} [النور: 24]...

مدارك التنزيل وحقائق التأويل للنسفي 710 هـ :

وفيه حث للمؤمنين على الصبر وتحمل أذى أهل مكة...

محاسن التأويل للقاسمي 1332 هـ :

أي حضور يشاهدون احتراق الأجساد الحية، وما تفعل بها النيران لا يرقون لهم لغاية قسوة قلوبهم...

تفسير القرآن للمراغي 1371 هـ :

وفي هذا إيماء إلى قسوة قلوبهم، وتمكن الكفر منهم، إلى ما فيه من إشارة إلى قوة اصطبار المؤمنين وشدة جلدهم، ورباطة جأشهم، واستمساكهم بدينهم...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

قريبون من عملية التعذيب البشعة، يشاهدون أطوار التعذيب، وفعل النار في الأجسام في لذة وسعار، كأنما يثبتون في حسهم هذا المشهد البشع الشنيع!...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

وأعيد ضمير {هم} في قوله: {وهم على ما يفعلون} ليتعيّن أن يكون عائداً إلى بعض أصحاب الأخدود. وضمير {يفعلون} يجوز أن يعود إلى {أصحاب الأخدود}، فمعنى كونهم شهوداً على ما يفعلونه: أن بعضهم يشهد لبعض عند الملك بأن أحداً لم يفرط فيما وكّل به من تحريق المؤمنين، فضمائر الجمع وصيغته موزعة. ويجوز أن يعود الضمير إلى ما تقتضيه دلالة الاقتضاء من تقسيم أصحاب الأخدود إلى أمراء ومأمورين شأن الأعمال العظيمة، فلمّا أخبر عن أصحاب الأخدود بأنهم قعود على النار عُلم أنهم الموكلون بمراقبة العمال. فعُلم أن لهم أتباعاً من سَعَّارين ووزَعَة فهم معاد ضمير يفعلون. وعلى هذا الوجه يجوز أن يكون شهود جمع شاهد بمعنى مخبر بحق، وأن يكون بمعنى حاضر ومراقب لظهور أن أحداً لا يشهد على فعل نفسه. وجملة {وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود} في موضع الحال من ضمير {إذ هم عليها قعود} كأنه قيل: قعود شاهدين على فِعلهم بالمؤمنين على الوجهين المتقدّمين في معاد ضمير {يفعلون}، وفائدة هذه الحال تفظيع ذلك القعود وتعظيمُ جُرمه إذ كانوا يشاهدون تعذيب المؤمنين لا يرأفون في ذلك ولا يشمئزون...

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

والآيتان: (إذ هم عليها قعود، وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود)، تشيران إلى ذلك الجمع من النّاس الذين حضروا الواقعة، وهم ينظرون إلى ما يحدث بكل تلذذ وبرود وفي منتهى قساوة القلب (سادية)! وقيل: الإشارة إلى المأمورين بتنفيذ التهديد، وإجبار المؤمنين على ترك إيمانهم. وقيل أيضاً: إنّهم كانوا فريقين، فريق يباشر التعذيب، وآخر حضر للمشاهدة، وقد اُشرك الجميع في هذا العمل لرضاهم به. وهذه صورة طبيعية الوقوع، حيث هناك مَن يأمر (الرؤساء)، ومَن ينفذ (المرؤسون)، وثمّة المشاهدون من غير الآمر والمأمور. وقيل أيضاً: ثمّة فريق منهم كان مكلفاً بمراقبة عملية التنفيذ لرفع تقاريرهم إلى السلطان عن كيفية أداء المأمورين لواجباتهم السلطانية. ولا يبعد وجود كلّ ما ذُكر من أصناف في ذلك المشهد المروع، كما وبالإمكان الجمع بين كلَّ الآراء المطروحة. ومجيء فعل جملة «يفعلون» بصيغة المضارع، للإشارة إلى أنّ ذلك العمل قد استغرق وقتاً طويلاً، وما كان بالحدث السريع العابر...

 
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي - القرطبي [إخفاء]  
{وَهُمۡ عَلَىٰ مَا يَفۡعَلُونَ بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ شُهُودٞ} (7)

" وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود " أي حضور : يعني الكفار ، كانوا يعرضون الكفر على المؤمنين ، فمن أبى ألقوه في النار وفي ذلك وصفهم بالقسوة ثم{[15905]} بالجد في ذلك : وقيل : " على " بمعنى مع ، أي وهم : مع ما يفعلون بالمؤمنين شهود .


[15905]:في بعض النسخ: "أي بالخلد" بدل "ثم بالجد".
 
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي [إخفاء]  
{وَهُمۡ عَلَىٰ مَا يَفۡعَلُونَ بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ شُهُودٞ} (7)

{ وهم على ما يفعلون } أي خاصة بقوة دواعيهم إلى فعله ورغبتهم فيه من الفتنة بالعرض على النار وغيره مكررين ذلك الفعل { بالمؤمنين } أي الراسخين في الإيمان الذي{[72480]} لم يثنهم العذاب عنه { شهود * } أي يشهد بعضهم لبعض عند الملك أنه لم يقصر فيما أمره{[72481]} به ويشهدون يوم القيامة بما تشهد{[72482]} به عليهم أيديهم وأرجلهم على أنفسهم بهذا الظلم ، ويشهد بعضهم على بعض {[72483]}ويعادي بعضهم بعضاً{[72484]} ، ويحيل كل على الآخر طمعاً في النجاة .


[72480]:من م، وفي الأصل و ظ: الذين.
[72481]:من ظ و م، وفي الأصل: أمر الله.
[72482]:من ظ و م، وفي الأصل: شهد.
[72483]:من ظ و م، وفي الأصل: عند الملك.
[72484]:من ظ و م، وفي الأصل: عند الملك.
 
التفسير الشامل لأمير عبد العزيز - أمير عبد العزيز [إخفاء]  
{وَهُمۡ عَلَىٰ مَا يَفۡعَلُونَ بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ شُهُودٞ} (7)

قوله : { وهم على ما يفعلون بالمؤمنين شهود } والمراد الملك الظالم وجنوده المجرمون { شهود } أي حضور يشهدون ما فعلوه بالمؤمنين وهم يحترقون في النار بعد أن أرادوا صدهم عن دين الله .