فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{وَهُمۡ عَلَىٰ مَا يَفۡعَلُونَ بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ شُهُودٞ} (7)

{ وهم } أي الذين خدّدوا الأخدود وهم الملك وأصحابه { على ما يفعلونه بالمؤمنين } بالله تعالى من عرضهم على النار ليرجعوا إلى دينهم { شهود } أي حضور أو يشهد بعضهم لبعض عند الملك بأنه لم يقصر فيما أمر به ، وقيل يشهدون بما فعلوا يوم القيامة ثم تشهد عليهم ألسنتهم وأيديهم وأرجلهم ، وقيل على بمعنى مع والتقدير وهم مع ما يفعلون بالمؤمنين من الإحراق شهود لا يرقون لهم لغاية . قسوة قلوبهم ، هذا هو الذي يستدعيه النظم وتنطق به الروايات المشهورة .

قال الزجاج أعلم الله قصة قوم بلغت بصيرتهم وحقيقة إيمانهم إلى أن صبروا على أن يحرقوا بالنار في الله ، وفيه حث للمؤمنين على الصبر وتحمل أذى أهل الكفر والعناد .

روي أن الله أنجى المؤمنين الملقين في النار وكانوا سبعة وسبعين بقبض أرواحهم قبل وقوعهم فيها وخرجت النار إلى من ثم فأحرقتهم ، وهؤلاء لم يرجعوا عن دينهم ، والذين رجعوا عشرة أو أحد عشر ، ولم يرد نص بتعيين عدد أصحاب الأخدود .