اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{وَهُمۡ عَلَىٰ مَا يَفۡعَلُونَ بِٱلۡمُؤۡمِنِينَ شُهُودٞ} (7)

قوله : { وَهُمْ على مَا يَفْعَلُونَ بالمؤمنين شُهُودٌ } . أي : حضور ، يعني : الكفَّار كانوا يعرضون الكفر على المؤمنين ، فمن أبي ألقوهُ في النار .

وقيل : «على » بمعنى : «مع » أي : وهم مع ما يفعلون بالمؤمنين شهود .

قال ابن الخطيب{[59771]} : و«على » بمعنى : «عند » كقوله تعالى : { وَلَهُمْ عَلَيَّ ذَنبٌ } [ الشعراء : 14 ] أي : عندي .

[ وقوله : «شهودٌ » إما حضور قاسية قلوبهم لا يرقون على المؤمنين ، أو هم مجدون في ذلك لا يخطر لهم أنه حق .

أو يكون المراد وصف المؤمنين بالتصلُّب في دينهم ، والثبات عليه ، وإن لم يؤثر فيهم حضور هؤلاء ، ولا استحيوا من مخالطتهم .

وإما أن يكون المراد بشهودهم شهادة الدعوة ؛ أي : يشهد بعضهم لبعض عند الملك بما فعلوا بالمؤمنين .

وإما أنهم متثبّتون في فعلهم متبصرون فيه كما يفعل الشهود ، ثم لا يرحمونهم مع ذلك ]{[59772]} .


[59771]:الفخر الرازي 31/109.
[59772]:سقط من: ب.