معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{ٱلَّذِي لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ} (9)

{ الذي له ملك السماوات والأرض والله على كل شيء } من أفعالهم . { شهيد . }

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{ٱلَّذِي لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ} (9)

وهو وحده الذي له ملك السماوات والأرض وهو يشهد كل شيء وتتعلق به إرادته تعلق الحضور .

ثم هو الشهيد على ما كان من أمر المؤمنين وأصحاب الأخدود . . وهذه لمسة تطمئن قلوب المؤمنين ، وتهدد العتاة المتجبرين . فالله كان شهيدا . وكفى بالله شهيدا .

/خ9

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{ٱلَّذِي لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ} (9)

وجملة : { واللَّه على كل شيء شهيد } تذييل بوعيد للذين اتخذوا الأخدود وبوعد الذين عُذبوا في جنب الله ، ووعيد لأمثال أولئك من كفار قريش وغيرهم من كل من تصدَّوْا لأذى المؤمنين ووعد المسلمين الذين عذبهم المشركون مثل بلاللٍ وعمار وصُهيب وسُمَيَّةَ .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{ٱلَّذِي لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ} (9)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

الذي له سلطان السموات السبع والأرضين وما فيهنّ.

"وَاللّهُ عَلى كُلّ شَيْء شَهِيدٌ" يقول تعالى ذكره: والله على فعل هؤلاء الكفار من أصحاب الأخدود بالمؤمنين الذين فتنوهم شاهد، وعلى غير ذلك من أفعالهم وأفعال جميع خلقه، وهو مجازيهم جزاءهم...

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

فذكر هذا ليعلم أنه لا يدخل في ملكه قصور بقتل أوليائه وأنصار دينه، لأن الخلق كلهم عبيد الله تعالى وإماؤه، والسيد إذا قتل بعض مماليكه بعضا لم يلحق السيد بذلك ذل ولا نقص، وإنما يدخل عليه الذل إذا قتلهم غير مماليكه. فإذا كان الخلق بأجمعهم عبيد الله لم يكن في قتل بعض بعضا نقص، يدخل في ملكه. وقوله تعالى: {والله على كل شيء شهيد} أي يحفظ عليهم أعمالهم، فيجازيهم بها، ولا يعزب عنه شيء...

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

وذكر الأوصاف التي يستحق بها أن يؤمن به ويعبد، وهو كونه عزيزاً غالباً قادراً يخشى عقابه حميداً منعماً. يجب له الحمد على نعمته ويرجى ثوابه {لَّهُ مُلْكُ السماوات والأرض} فكل من فيهما تحق عليه عبادته والخشوع له تقديراً، لأن {مَا نَقَمُواْ مِنْهُمْ} هو الحق الذي لا ينقمه إلا مبطل منهمك في الغيّ، وإن الناقمين أهل لانتقام الله منهم بعذاب لا يعدله عذاب {والله على كُلّ شيء شَهِيدٌ} وعيد لهم، يعني أنه علم ما فعلوا، وهو مجازيهم عليه...

زاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي 597 هـ :

أي: لم يخف عليه ما صنعوا فهو شهيد عليهم بما فعلوا...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

وقرر ذلك بقوله: {الذي له} أي خاصة {ملك السماوات والأرض} أي على جهة العموم مطلقاً، فكل ما فيهما جدير بأن يعبده وحده ولا يشرك به شيئاً. ولما قدم سبحانه التحذير بالشاهد والمشهود، وأن الكافرين شهود على أنفسهم، زاد في التحذير بأنه سبحانه أعظم- شهيد في ذلك اليوم وغيره فهو لا يحتاج إلى غيره، ولكنه أجرى ذلك على ما نتعارفه فقال: {والله} أي الملك الأعظم الذي له الإحاطة الكاملة {على كل شيء} أي- هذا الفعل وغيره {شهيد} أي أتم شهادة لا يغيب عنه شيء أصلاً، ولا يكون شيء ولا يبقى إلا بتدبيره، ومن هو بهذه الصفات العظيمة لا يهمل أولياءه أصلاً، بل لا بد أن ينتقم لهم من أعدائه ويعليهم بعلائه،...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

هو وحده الذي له ملك السماوات والأرض وهو يشهد كل شيء وتتعلق به إرادته تعلق الحضور. ثم هو الشهيد على ما كان من أمر المؤمنين وأصحاب الأخدود.. وهذه لمسة تطمئن قلوب المؤمنين، وتهدد العتاة المتجبرين. فالله كان شهيدا. وكفى بالله شهيدا. وتنتهي رواية الحادث في هذه الآيات القصار، التي تملأ القلب بشحنة من الكراهية لبشاعة الفعلة وفاعليها، كما تستجيش فيه التأمل فيما وراء الحادث ووزنه عند الله وما استحقه من نقمته وغضبه...

.

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

وجملة: {واللَّه على كل شيء شهيد} تذييل بوعيد للذين اتخذوا الأخدود وبوعد الذين عُذبوا في جنب الله، ووعيد لأمثال أولئك من كفار قريش وغيرهم من كل من تصدَّوْا لأذى المؤمنين ووعد المسلمين الذين عذبهم المشركون مثل بلالٍ وعمار وصُهيب وسُمَيَّةَ...

الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :

فالصفات الأربعة المذكورة، تمثل رمز معبوديته جلّ وعلا، فالعزيز والحميد.. ذو الكمال المطلق، ومالك السماوات والأرض والشهيد على كلّ شيء.. أحقُّ أن يُعبد وحده دون غيره، لا شريك له. إضافة إلى كونها بشارة للمؤمنين، بحضور اللّه سبحانه وتعالى ورؤيته لصبرهم وثباتهم على الإيمان، فيدفع فيهم الحيوية والنشاط والقوّة. ومن جهة أخرى تهديد للكفار، وإفهامهم بأن عدم منع ارتكاب مثل هذه الجرائم الخبيثة، ليس لعجز أو ضعف منه جلّ شأنه، وإنّما ترك العباد يفعلون ما يرونه هم، امتحاناً لهم، وسيريهم في عاقبة أمرهم جزاء ما فعلوا، وما للظالمين إلاّ العذاب المهين... وينبغي القول هنا: إنّ بقاء الدين الإلهي على مرّ العصور مرتهن على ما تقدّم في سبيله من تضحيات مقدسة...