نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{ٱلَّذِي لَهُۥ مُلۡكُ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِۚ وَٱللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيۡءٖ شَهِيدٌ} (9)

وقرر ذلك بقوله : { الذي له } أي خاصة{[72489]} { ملك السماوات والأرض } أي على جهة العموم مطلقاً ، فكل ما فيهما جدير بأن يعبده وحده ولا يشرك به شيئاً .

ولما قدم سبحانه التحذير بالشاهد والمشهود ، وأن الكافرين شهود على أنفسهم ، زاد في التحذير بأنه سبحانه أعظم-{[72490]} شهيد في ذلك اليوم وغيره {[72491]}فهو لا{[72492]} يحتاج إلى غيره ، ولكنه أجرى ذلك على ما نتعارفه{[72493]} فقال : { والله } أي الملك الأعظم الذي له الإحاطة الكاملة { على كل شيء } أي-{[72494]} هذا الفعل وغيره { شهيد * } أي أتم شهادة لا يغيب عنه شيء أصلاً ، ولا يكون شيء ولا يبقى إلا بتدبيره ، ومن هو بهذه الصفات العظيمة لا يهمل أولياءه أصلاً ، بل لا بد أن ينتقم لهم من أعدائه ويعليهم بعلائه ،


[72489]:زيد في الأصل: لا شريك له، ولم تكن الزيادة في ظ و م فحذفناها.
[72490]:زيد من ظ و م.
[72491]:من ظ و م، وفي الأصل: فلا.
[72492]:من ظ و م، وفي الأصل: فلا.
[72493]:من ظ و م، وفي الأصل: يتعارف.
[72494]:زيد من ظ و م.