معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{إِلَّا حَمِيمٗا وَغَسَّاقٗا} (25)

{ إلا حميماً وغساقا } قال الغساق : الزمهرير يحرقهم ببرده . وقيل : صديد أهل النار ، وقد ذكرناه في سورة ص .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{إِلَّا حَمِيمٗا وَغَسَّاقٗا} (25)

ثم يستثني . . فإذا الاستثناء أمر وأدهى : ( إلا حميما وغساقا ) . . إلا الماء الساخن يشوي الحلوق والبطون . فهذا هو البرد ! وإلا الغساق الذي يغسق من أجساد المحروقين ويسيل . فهذا هو الشراب !

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{إِلَّا حَمِيمٗا وَغَسَّاقٗا} (25)

ثم قال تعالى : { ولا شراباً إلا حميماً } فالاستثناء متصل و «الحميم » : الحار الذائب وأكثر استعماله في الماء السخن والعرق ومنه الحمام ، وقال ابن زيد : «الحميم » : دموع أعينهم ، وقال النقاش : ويقال «الحميم » الصفر{[11585]} المذاب المتناهي الحر ، واختلف الناس في «الغساق » ، فقال قتادة والنخعي وجماعة : هو ما يسيل من أجسام أهل النار من صديد ونحوه ، يقال : غسق الجرح : إذا سال منه قيح ودم ، وغسقت العين : إذا دمعت وإذا خرج قذاها ، وقال ابن عباس ومجاهد : «الغساق » : مشروب لهم مفرط الزمهرير ، كأنه في الطرف الثاني من الحميم يشوي الوجوه ببرده ، وقال عبد الله بن بريدة : «الغساق » : المنتن ، وقرأ ابن كثير وأبو عمرو ونافع وابن عامر وعاصم{[11586]} وجماعة من الجمهور : «غسَاقاً » ، بتخفيف السين وهو اسم على ما قدمناه ، وقرأ حمزة والكسائي وحفص عن عاصم وابن أبي إسحاق السبيعي والحكم بن عتبة وقتادة وابن وثاب : «غسّاقاً » مشددة السين وهي صفة أقيمت مقام الموصوف ، كأنه قال ومشروب غساق أي سائل من أبدانهم .


[11585]:الصفر: النحاس الأصفر، أو النحاس الخالص من كل شيء.
[11586]:أي في رواية أبي بكر عنه.
 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{إِلَّا حَمِيمٗا وَغَسَّاقٗا} (25)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{إلا حميما} يعنى حارا... {إلا حميما} يعني بالحميم: المذاب الذي قد انتهى حره، {وغساقا} الذي قد انتهى برده، وهو الزمهرير الذي انتهى برده...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

قوله:"إلاّ حَمِيما وغَسّاقا "يقول تعالى ذكره: لا يذوقون فيها بردا ولا شرابا إلاّ حميما قد أغلي حتى انتهى حرّه، فهو كالمُهْل يَشْوِي الوجوه، ولا برد إلاّ غَسّاقا.

واختلف أهل التأويل في معنى الغَسّاق، فقال بعضهم: هو ما سال من صديد أهل جهنم...

وقال آخرون: الغساق: الزمهرير... عن مجاهد... قال: الذي لا يستطيعونه من برده...

وقال آخرون: هو المُنْتِن...

والغساق عندي: هو الفعال، من قولهم: غَسَقت عين فلان: إذا سالت دموعها، وغَسَق الجرح: إذا سال صديده، ومنه قول الله: "وَمِنْ شَرّ غاسِقٍ إذَا وَقَبَ" يعني بالغاسق: الليل إذا لَبِس الأشياء وغطاها، وإنما أريد بذلك هجومه على الأشياء، هجوم السيل السائل، فإذا كان الغسّاق هو ما وصفت من الشيء السائل، فالواجب أن يقال: الذي وعد الله هؤلاء القوم، وأخبر أنهم يذوقونه في الآخرة من الشراب، هو السائل من الزمهرير في جهنم، الجامع مع شدّة برده النتن... كما:

حدثنا ابن المثنى، قال: حدثنا يعمر بن بشر، قال: حدثنا ابن المبارك، قال: حدثنا رشدين بن سعد، قال: حدثنا عمرو بن الحرث، عن أبي السمح، عن أبي الهيثم، عن أبي سعيد الخُدْرِيّ، عن النبيّ صلى الله عليه وسلم، قال: «لَوْ أن دَلْوا مِنْ غَسّاقٍ يُهْرَاقُ إلى الدّنْيا، لأَنْتَنَ أهْلَ الدّنْيا»...

فإن قال قائل: فإنك قد قلت: إن الغَسّاق: هو الزمهرير، والزمهرير: هو غاية البرد، فكيف يكون الزمهرير سائلاً؟ قيل: إن البرد الذي لا يُستطاع ولا يُطاق، يكون في صفة السائل من أجساد القوم من القيح والصديد.

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

... معناه، والله أعلم، أن الذي يطعم به أهل النار يعذبهم، ولا يجدون به مستمتعا، بل يصير ذلك سبب إهلاكهم لا أن يقع لهم بذلك البرد راحة وشفاء لهم، كما وصفهم الله تعالى: {فإن له جهنم لا يموت فيها ولا يحيى} [طه: 74]...