الهداية إلى بلوغ النهاية لمكي بن ابي طالب - مكي ابن أبي طالب  
{إِلَّا حَمِيمٗا وَغَسَّاقٗا} (25)

- ثم قال تعالى : ( إلا حميما وغساقا )

قال الربيع/ : استثنى من الشراب الحميم ، ومن البرد الغساق " {[73188]}

[ والحميم الذي قد انتهى [ حره ] {[73189]} كالمهل [ يشوي ] {[73190]} الوجوه .

وقال {[73191]} ابن زيد : الحميم : دموع أعينهم ، يجمع {[73192]} في حياض ثم يسقونه ، [ والغساق ] {[73193]} : الصديد الذي يخرج من جلودهم مما تصهرهم {[73194]} النار ، يجمع في حياض النار فيسقونه {[73195]} .

وأحل الحميم الماء الحار ، ومنه اشتق الحَمّام ، ومنه الحُمَّى ، ومنه [ اليَحْمُوم ] {[73196]} .

قال {[73197]} قتادة : الغساق ما يسيل {[73198]} [ من ] {[73199]} جلده ولحمه {[73200]} .

وقال سفيان : هو ما يسيل من دموعهم {[73201]} . وقال النخعي : هو " ما يسيل من صديدهم من البرد " {[73202]}

وعن ابن عباس أن الغساق : الزمهرير " {[73203]}

وقال مجاهد : " الغساق : الذي لا يستطيعون أن يذوقوه ( من برده ) {[73204]} .

وقال عبد الله بن [ بريدة ] {[73205]} : " هو المُنْتِن " {[73206]}

وروى الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " لو أن دلوا {[73207]} من غَسَّاقٍ يهراق في الدنيا لأنتن أهل الدنيا " {[73208]} .

وقال عبد الله بن [ عمرو ] {[73209]} : " أتدرون أي شيء الغساق ؟ قالوا : الله أعلم ، قال : هو القيح {[73210]} الغليظ ، لو أن قطرة منه تهراق {[73211]} بالمغرب {[73212]} لأنتنت أهل [ المشرق ] {[73213]} ولو تهرق {[73214]} [ بالمشرق ] {[73215]} لأنتنت {[73216]} أهل المغرب {[73217]} .


[73188]:- جامع البيان 30/13 وتفسير ابن كثير 4/495 حيث حكاه عن أبي العالية أيضا غير أنه ذكر البرد في موضع الشراب والشراب في موضع البرد. وانظر الدر 8/396.
[73189]:- م: حزه، ث: حده.
[73190]:- أ، ث: تشوي. والترجيح من جامع البيان 30/13.
[73191]:- أ: قال.
[73192]:- ث: ويجمع.
[73193]:- ما بين معقوفتين [والحميم الذي – والغساق] ساقط من متن م، وقد ألحقه الناسخ في الهامش الذي في أعلى الصفحة.
[73194]:- أ: تصورهم.
[73195]:- أ: ثم يسقونه. وانظر قول ابن زيد في جامع البيان 30/13 وتفسير الماوردي 4/386 والقرطبي 19/180.
[73196]:- م: المحموم. وإنما أثبت ما جاء في أ، ث، لأن فيه معنى زائدا. أما المحموم فيدل عليه "الحمى". ثم إن القرطبي في تفسيره: 19/180- قد ذكر هذا القول في أصل الحميم – عن النحاس وفي آخره "ومنه {وظل من يحموم} (الواقعة: 43).
[73197]:- أ: وقال.
[73198]:-أ: ماء يسيل.
[73199]:- م: بين. وفي جامع البيان : "من بين".
[73200]:- انظر جامع البيان 30/13 وتفسير الماوردي 4/386.
[73201]:- المصدر السابق.
[73202]:- جامع البيان 30/13 وانظر كتاب الزهد لابن المبارك (الملحق الخاص بزيادة نعيم بن حماد ص: 85).
[73203]:- المصدر السابق وأخرجه أيضا عن أبي العالية والربيع.
[73204]:- ما بين قوسين ساقط من ث. وانظر هذا القول بلفظه عن مجاهد في جامع البيان 30/16.
[73205]:- م: بريرة (تحريف) والذي في المتن هو عبد الله بن بريدة بن الحصيب الأسلمي أبو سهل، قاض من رجال الحديث، تابعي ثقة (ت: 115ﻫ) انظر: تاريخ الثقات للعجلي: 250 وتهذيب التهذيب 5/157 وطبقات الحفاظ: 40.
[73206]:- انظر جامع البيان 30/14 ولفظه: "الغساق بالطخارية هو "المُنْتِنُ". وانظر: المهذب للسيوطي: 119 حيث نقل هذا القول عن الطبري وقد ذكر قبله عن الجواليقي وغيره أنه "البارد المنتن بلسان الترك". قال السيوطي: "ونقله الكرماني عن النقاش".
[73207]:- في متن ث: داوا، وفي هامشها: وادا، وكلاهما تحريف.
[73208]:- الحديث أخرجه –بهذا اللفظ- الترمذي عن أبي سعيد الخدري في صفة جهنم باب ما جاء في صفة شراب أهل النار، ح: 2584. والحاكم في المستدرك 4/600، كتاب الأهوال، باب السور الذي ذكره الله تعالى. وانظر: الفردوس 3/367 والتيسير للمناوي: 2/305.
[73209]:- م، ث: عمر. والترجيح من جامع البيان 30/14.
[73210]:- أ: بالفتح (تحريف).
[73211]:- أ، ث: تهرق.
[73212]:- أ: بالغرب.
[73213]:- م: الشرق. وما في المتن هو الذي في جامع البيان 30/14.
[73214]:- كذا في جميع النسخ ولعل الأنسب والأشهر وكما هو في جامع البيان 30/14. "تهراق" بالألف، وانظر اللسان : (هرق).
[73215]:- م: بالشرق. والترجيح من جامع البيان 30/14.
[73216]:- أ: انتنت.
[73217]:- انظر قول عبد الله بن عمرو في جامع البيان 30/14.