معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وَإِذَا ٱلنُّجُومُ ٱنكَدَرَتۡ} (2)

{ وإذا النجوم انكدرت } أي تناثرت من السماء وتساقطت على الأرض ، يقال : انكدر الطائر أي سقط عن عشه ، قال الكلبي وعطاء : تمطر السماء يومئذ نجوماً فلا يبقى نجم إلا وقع .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{وَإِذَا ٱلنُّجُومُ ٱنكَدَرَتۡ} (2)

1

وانكدار النجوم قد يكون معناه انتثارها من هذا النظام الذي يربطها ، وانطفاء شعلتها وإظلام ضوئها . . والله أعلم ما هي النجوم التي يصيبها هذا الحادث . وهل هي طائفة من النجوم القريبة منا . . مجموعتنا الشمسية مثلا . أو مجرتنا هذه التي تبلغ مئات الملايين من النجوم . . أم هي النجوم جميعها والتي لا يعلم عددها ومواضعها إلا الله . فوراء ما نرى منها بمراصدنا مجرات وفضاءات لها لا نعرف لها عددا ولا نهاية . فهناك نجوم سيصيبها الانكدار كما يقرر هذا الخبر الصادق الذي لا يعلم حقيقته إلا الله . .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{وَإِذَا ٱلنُّجُومُ ٱنكَدَرَتۡ} (2)

وقوله : { وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ } أي : انتثرت ، كما قال تعالى : { وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انْتَثَرَتْ } [ الانفطار : 2 ] ، وأصل الانكدار : الانصباب .

قال الربيع بن أنس ، عن أبي العالية ، عن أبي بن كعب قال : ست آيات قبل يوم القيامة ، بينا الناس في أسواقهم إذ ذهب ضوء الشمس ، فبينما هم كذلك إذ تناثرت النجوم ، فبينما هم كذلك إذ

وقعت الجبال على وجه الأرض فتحركت واضطربت واختلطت ، ففزعت الجن إلى الإنس والإنس إلى الجن ، واختلطت الدواب والطير والوحوش ، فماجوا بعضهم في بعض : { وَإِذَا الْوُحُوشُ حُشِرَتْ } قال : اختلطت ، { وَإِذَا الْعِشَارُ عُطِّلَتْ } قال : أهملها أهلها ، { وَإِذَا الْبِحَارُ سُجِّرَتْ } قال : قالت الجن : نحن نأتيكم بالخبر . قال : فانطلقوا إلى البحر فإذا هو نار تأجج ، قال : فبينما هم كذلك إذ تصدعت الأرض صدعة واحدة إلى الأرض السابعة السفلى وإلى السماء السابعة العليا ، قال فبينما هم كذلك إذ جاءتهم الريح فأماتتهم .

رواه ابن جرير{[29740]} - وهذا لفظه - وابن أبي حاتم ، ببعضه ، وهكذا قال مجاهد والربيع بن خُثَيم{[29741]} ، والحسن البصري ، وأبو صالح ، وحماد بن أبي سليمان ، والضحاك في قوله : { وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ } ي : تناثرت .

وقال علي بن أبي طلحة ، عن ابن عباس : { وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ } أي : تغيرت . وقال يزيد بن أبي مريم عن النبي صلى الله عليه وسلم : { وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ } قال : " انكدرت في جهنم ، وكل من عبد من دون الله فهو في جهنم ، إلا ما كان من عيسى وأمه ، ولو رضيا أن يُعبَدا لدخلاها " . رواه ابن أبي حاتم بالإسناد المتقدم .


[29740]:- (1) تفسير الطبري (30/41).
[29741]:- (2) في أ: "خيثم".
 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وَإِذَا ٱلنُّجُومُ ٱنكَدَرَتۡ} (2)

والانكدار : مطاوع كَدَّره المضاعف على غير قياس ، أي حصل للنجوم انكدار من تكدير الشمس لها حين زال عنها انعكاس نورها ، فلذلك ذكر مطاوع كدر دون ذكر فاعل التكدير .

والكُدرة : ضد الصفاء كتغير لون الماء ونحوه .

وفسر الانكدار بالتساقط والانقضاض ، وأنشدوا قول العجاج يصف بازياً :

أبصَر خِرْبَانَ فَضَاءً فانكدر

ومعنى تساقطها تساقط بعضها على بعض واصطدامها بسبب اختلال نظام الجاذبية الذي جعله الله لإمساكها إلى أمد معلوم .