معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{يَوۡمَ تَكُونُ ٱلسَّمَآءُ كَٱلۡمُهۡلِ} (8)

{ يوم تكون السماء كالمهل } كعكر الزيت . وقال الحسن : كالفضة إذا أذيبت .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{يَوۡمَ تَكُونُ ٱلسَّمَآءُ كَٱلۡمُهۡلِ} (8)

( يوم تكون السماء كالمهل ، وتكون الجبال كالعهن ) . .

والمهل ذوب المعادن الكدر كدردي الزيت . والعهن هو الصوف المنتفش . والقرآن يقرر في مواضع مختلفة أن أحداثا كونية كبرى ستقع في هذا اليوم ، تغير أوضاع الأجرام الكونية وصفاتها ونسبها وروابطها . ومن هذه الأحداث أن تكون السماء كالمعادن المذابة . وهذه النصوص جديرة بأن يتأملها المشتغلون بالعلوم الطبيعية والفلكية . فمن المرجح عندهم أن الأجرام السماوية مؤلفة من معادن منصهرة إلى الدرجة الغازية - وهي بعد درجة الانصهار والسيولة بمراحل - فلعلها في يوم القيامة ستنطفئ كما قال : ( وإذا النجوم انكدرت )وستبرد حتى تصير معادن سائلة ! وبهذا تتغير طبيعتها الحالية وهي الطبيعة الغازية !

على أية حال هذا مجرد احتمال ينفع الباحثين في هذه العلوم أن يتدبروه . أما نحن فنقف أمام هذا النص نتملى ذلك المشهد المرهوب ، الذي تكون فيه السماء كذوب المعادن الكدر ، وتكون فيه الجبال كالصوف الواهن المنتفش . ونتملى ما وراء هذا المشهد من الهول المذهل الذي ينطبع في النفوس ، فيعبر عنه القرآن أعمق تعبير :

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{يَوۡمَ تَكُونُ ٱلسَّمَآءُ كَٱلۡمُهۡلِ} (8)

يقول تعالى : العذابُ واقع بالكافرين { يَوْمَ تَكُونُ السَّمَاءُ كَالْمُهْلِ } قال ابن عباس ، ومجاهد ، وعطاء ، وسعيد بن جبير ، وعكرمة ، والسدي ، وغير واحد ، كدُرْديّ الزيت ،

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{يَوۡمَ تَكُونُ ٱلسَّمَآءُ كَٱلۡمُهۡلِ} (8)

وقوله : يَوْمَ تَكُونُ السّماءُ كالمُهْلِ يقول تعالى ذكره : يوم تكون السماء كالشيء المذاب ، وقد بينت معنى المهل فيما مضى بشواهده ، واختلاف المختلفين فيه ، وذكرنا ما قال فيه السلف ، فأغنى ذلك عن إعادته في هذا الموضع .

حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحارث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : يَوْمَ تَكُونُ السّماءُ كالمُهْلِ قال : كَعَكَرِ الزيت .

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة ، قوله : يَوْمَ تَكُونُ السّماءُ كالمُهْلِ تتحوّل يومئذٍ لونا آخر إلى الحمرة .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{يَوۡمَ تَكُونُ ٱلسَّمَآءُ كَٱلۡمُهۡلِ} (8)

يوم تكون السماء كالمهل ظرف ل قريبا أي يمكن يوم تكون أو لمضمر دل عليه واقع أو بدل من في يوم إن علق به والمهل المذاب في مهل كالفلزات أو دردي الزيت .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{يَوۡمَ تَكُونُ ٱلسَّمَآءُ كَٱلۡمُهۡلِ} (8)

وقوله تعالى : { يوم تكون } نصب بإضمار فعل أو على البدل من الضمير المنصوب . و «المهل » : عكر الزيت قاله ابن عباس وغيره ، فهي{[11317]} لسوادها وانكدار أنوارها تشبه ذلك . والمهل أيضاً : ماء أذيب من فضة ونحوها قاله ابن مسعود وغيره{[11318]} : فيجيء له ألوان وتميع مختلط ، والسماء أيضاً - للأهوال التي تدركها - تصير مثل ذلك .


[11317]:أي السماء.
[11318]:في بعض النسخ: قاله ابن عباس وغيره.
 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{يَوۡمَ تَكُونُ ٱلسَّمَآءُ كَٱلۡمُهۡلِ} (8)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

ثم أخبر متى يقع بهم العذاب، فقال: يقع بهم العذاب {يوم تكون السماء كالمهل} من الخوف، يعني أسود غليظا كدردي الزيت بعد الشدة والقوة.

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

يوم تكون السماء كالشيء المذاب... عن مجاهد، قوله: "يَوْمَ تَكُونُ السّماءُ كالمُهْلِ" قال: كَعَكَرِ الزيت...

عن قتادة، قوله:"يَوْمَ تَكُونُ السّماءُ كالمُهْلِ": تتحوّل يومئذٍ لونا آخر إلى الحمرة...

تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :

إن هول ذلك اليوم شديد، لا تقوم لهوله السماوات والأرضون مع صلابتها وغلظها في نفسها، فكيف يقوم لهوله الآدمي الموصوف بالضعف واللين؟

وجائز على ما ذكرنا أنها تصير شبيهة بالمهل للينها ورخوتها، وأنها تلين، وترخو، من هول ذلك اليوم حتى تصير السماء كالمهل والجبال كالعهن، فيكون في هذا تهويل ليرجعوا عما هم فيه، ويقبلوا على عبادة الله تعالى، ويتسارعوا إلى طاعته.

النكت و العيون للماوردي 450 هـ :

[كالمهل]:... كمذاب الرصاص والنحاس والفضلة، قاله ابن مسعود.

التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :

قال قوم: المهل هو الجاري بغلظة وعكرة على رفق: من أمهله إمهالا، وتمهل تمهلا.

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

وهذه النصوص جديرة بأن يتأملها المشتغلون بالعلوم الطبيعية والفلكية. فمن المرجح عندهم أن الأجرام السماوية مؤلفة من معادن منصهرة إلى الدرجة الغازية -وهي بعد درجة الانصهار والسيولة بمراحل- فلعلها في يوم القيامة ستنطفئ كما قال: (وإذا النجوم انكدرت) وستبرد حتى تصير معادن سائلة! وبهذا تتغير طبيعتها الحالية وهي الطبيعة الغازية!

على أية حال هذا مجرد احتمال ينفع الباحثين في هذه العلوم أن يتدبروه. أما نحن فنقف أمام هذا النص نتملى ذلك المشهد المرهوب، الذي تكون فيه السماء كذوب المعادن الكدر، وتكون فيه الجبال كالصوف الواهن المنتفش. ونتملى ما وراء هذا المشهد من الهول المذهل الذي ينطبع في النفوس، فيعبر عنه القرآن أعمق تعبير...