الآيتان 8 و9 وقوله تعالى : { يوم تكون السماء كالمهل } [ { وتكون الجبال كالعهن } ] {[22032]} فكأنهم سألوا رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الوقت الذي وعدوا أن يقع بهم العذاب : متى وقته ؟ فنزلت [ هاتان الآيتان ] {[22033]} وقيل : المهل : عكر الزيت ، وهو درديه .
فجائز أن يكون هذا على التحقيق ، وهو أنها تتغير في ذلك اليوم من لون إلى لون ، فتحمر مرة ، وتصفر أخرى لشدة هو ذلك اليوم ، فتكون كدردي الزيت لينا ولونا متغيرا من حال إلى حال .
وجائز ألا يحل بها التغيير ، ولكن شده ما ينزل بالمرء من الهول والفزع تضعف بصره حتى يرى السماء على خلاف اللون الذي هي عليه ، وهو كما ترى المرء إذا حل به الضعف والمرض في الشاهد وجد {[22034]} طعم الأشياء على خلاف ما هي عليها . فيكون في ذكر هذا تهويل وتفزيع .
إن هول ذلك اليوم شديد ، لا تقوم لهوله {[22035]} السماوات والأرضون مع صلابتها وغلظها في نفسها ، فكيف يقوم لهوله {[22036]} الآدمي الموصوف بالضعف واللين ؟
وجائز على ما ذكرنا [ أنها تصير شبيهة ] {[22037]}بالمهل للينها ورخوتها ، وأنها تلين ، وترخو ، من هول ذلك اليوم حتى تصير السماء كالمهل والجبال كالعهن ، فيكون في هذا تهويل ليرجعوا عما هم فيه ، ويقبلوا على عبادة الله تعالى ، ويتسارعوا إلى طاعته .
وتأويل العهن ووجه تشبيه الجبال بها ، يذكر بعد هذا في قوله : { وتكون الجبال كالعهن المنفوش } [ القارعة : 5 ] .
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.