البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{يَوۡمَ تَكُونُ ٱلسَّمَآءُ كَٱلۡمُهۡلِ} (8)

{ يوم تكون } : منصوب بإضمار فعل ، أي يقع يوم تكون ، أو { يوم تكون السماء كالمهل } كان كيت وكيت ، أو بقريباً ، أو بدل من ضمير نراه إذا كان عائداً على يوم القيامة .

وقال الزمخشري : أو هو بدل من { في يوم } فيمن علقه بواقع . انتهى .

ولا يجوز هذا ، لأن { في يوم } وإن كان في موضع نصب لا يبدل منه منصوب لأن مثل هذا ليس من المواضع التي تراعي في التوابع ، لأن حرف الجر فيها ليس بزائد ولا محكوم له بحكم الزائد كرب ، وإنما يجوز مراعاة المواضع في حرف الجر الزائد كقوله :

يا بني لبينى لستما بيد *** إلا يداً ليست لها عضد

ولذلك لا يجوز : مررت بزيد الخياط ، على مراعاة موضع بزيد ، ولا مررت بزيد وعمراً ، ولا غضبت على زيد وجعفراً ، ولا مررت بعمرو أخاك على مراعاة الموضع .

فإن قلت : الحركة في يوم تكون حركة بناء لا حركة إعراب ، فهو مجرور مثل { في يوم } .

قلت : لا يجوز بناؤه على مذهب البصريين لأنه أضيف إلى معرب ، لكنه يجوز على مذهب الكوفيين ، فيتمشى كلام الزمخشري على مذهبهم إن كان استحضره وقصده .

{ كالمهل } : تقدم الكلام عليه في سورة الدخان ،