معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٞ} (5)

ثم ذكر المقسم عليه فقال : { إنما توعدون } من الثواب والعقاب . { لصادق }

   
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٞ} (5)

يقسم الله - سبحانه - بهذه الخلائق الأربع على : إنما توعدون لصادق . وإن الدين لواقع . . وقد وعد الله الناس : أنه مجازيهم بالإحسان إحسانا ، ومجازيهم بالسوء سوء وأنه إذا أمهلهم الحساب في الأرض ، فليس بمهمل حسابهم في الآخرة فالحساب لا بد منه هناك ! ( وإن الدين لواقع ) . . فالوعد صادق حتما إما هنا وإما هناك . . ومما وعدهم كذلك الرزق وكفالته لهم مبسوطا أو مقدرا - وفق مشيئته - ووعده حق في هذا كما هو حق في كل شأن .

ولا بد أن يتحقق ما وعد الله به الناس في الصورة التي يريدها ، وفي الوقت الذي يريده ، وما يحتاج الأمر إلى قسم منه - سبحانه - إنما يقسم بخلائقه تلك لتوجيه القلب إليها - كما تقدم - وتدبر ما وراءها من إبداع وقدرة وتدبير يوحي للقلب بأن وعد الله - باريء هذه الخلائق بهذا النظام وهذا التقدير - لا بد صادق ؛ وأن حسابه على الخير والشر والصلاح والفساد لا بد واقع . فإن طبيعة هذه الخلائق توحي بأن الأمر ليس عبثا ولا مصادفة ولا جزافا . . وهكذا تصبح تلك الخلائق آيات وبراهين ذات دلالة إيحائية قوية بفضل هذا القسم الذي يلفت القلب إليها لفتا ، ويوجه الحس إليها توجيها . فهي طريقة من طرق الإيحاء والتربية ، ومخاطبة الفطرة بلغة الكون خطابا مباشرا !

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٞ} (5)

وهذا القسم واقع على قوله : { إنما توعدون لصادق } ، و { توعدون } يحتمل أن يكون من الإيعاد ، ويحتمل أن يكون من الوعد ، وأيها كان فالوصف له بالصدق صحيح و : { صادق } هنا موضوع بدل صدق ، ووضع الاسم موضع المصدر .

 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٞ} (5)

تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :

{إنما توعدون} يعني إن الذي توعدون من أمر الساعة {لصادق} يعني لَحقٌّ...

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

"إنّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٌ" يقول تعالى ذكره: إن الذي توعدون أيها الناس من قيام الساعة، وبعث الموتى من قبورهم "لصادق"، يقول: لكائن حقّ يقين...

النكت و العيون للماوردي 450 هـ :

فيه وجهان:

أحدهما: إن يوم القيامة لكائن...

الثاني: ما توعدون من الجزاء بالثواب والعقاب حق، وهذا جواب القسم.

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

وهذا القسم واقع على قوله: {إنما توعدون لصادق}، و {توعدون} يحتمل أن يكون من الإيعاد، ويحتمل أن يكون من الوعد، وأيها كان فالوصف له بالصدق صحيح...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{إنما} أي الذي- {توعدون} أي من الوعد للطائع والوعيد للعاصي، وإن لم تروا أسبابه. ولما كان ما توعدوا به لتحقق وقوعه وقربه كأنه موجود يخاطبهم عن نفسه، عبر عن المصدر باسم الفاعل فقال: {لصادق} أي مطابق الإخبار به للواقع، وسترون مطابقته له إذا وقع، وتعلمون أن ذلك الواقع حق ثابت لا خيال لمطابقته للخبر...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

يقسم الله -سبحانه- بهذه الخلائق الأربع على:"إنما توعدون لصادق. وإن الدين لواقع".. وقد وعد الله الناس: أنه مجازيهم بالإحسان إحسانا، ومجازيهم بالسوء سوء، وأنه إذا أمهلهم الحساب في الأرض، فليس بمهمل حسابهم في الآخرة، فالحساب لا بد منه هناك! (وإن الدين لواقع).. فالوعد صادق حتما إما هنا وإما هناك.. ومما وعدهم كذلك الرزق وكفالته لهم مبسوطا أو مقدرا -وفق مشيئته- ووعده حق في هذا كما هو حق في كل شأن. ولا بد أن يتحقق ما وعد الله به الناس في الصورة التي يريدها، وفي الوقت الذي يريده، وما يحتاج الأمر إلى قسم منه -سبحانه- إنما يقسم بخلائقه تلك لتوجيه القلب إليها -كما تقدم- وتدبر ما وراءها من إبداع وقدرة وتدبير...