البحر المحيط لأبي حيان الأندلسي - أبو حيان  
{إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٞ} (5)

والجملة المقسم عليها ، وهي جواب القسم ، هي { إنما توعدون } ، وما موصولة بمعنى الذي ، والعائد محذوف ، أي توعدونه .

ويحتمل أن تكون مصدرية ، أي أنه وعدكم أو وعيدكم ، إذ يحتمل توعدون الأمرين أن يكون مضارع وعد ومضارع أوعد ، ويناسب أن يكون مضارع أوعد لقوله : { فذكر بالقرآن من يخاف وعيد } ، ولأن المقصود التخويف والتهويل .

ومعنى صدقة : تحقق وقوعه ، والمتصف بالصدق حقيقة هو المخبر .

وقال تعالى : { ذلك وعد غير مكذوب } أي مصدوق فيه .

وقيل : { لصادق } ، ووضع اسم الفاعل موضع المصدر ، ولا حاجة إلى هذا التقدير .

وقال مجاهد : الأظهر أن الآية في الكفار ، وأنه وعيد محض .