اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{إِنَّمَا تُوعَدُونَ لَصَادِقٞ} (5)

قوله : «إنَّمَا تُوعَدونَ » هذا جواب القسم ، و«ما » يجوز أن تكون اسمية{[52672]} ، وعائدها محذوف ، أي تُوعَدُونَهُ وأن تكون مصدرية فلا عائدَ على المشهور ، وحينئذ يحتمل أن يكون توعدون مَبْنِيًّا من الوعْد ، وأن يكون مبنياً من الوَعِيد{[52673]} ، لأنه يصلح أن يقال : أوْعَدْتُهُ فهو يُوعَدُ ، وَوَعَدْتُهُ فهو يُوعَد لا يختلف ، فالتقدير : إن وعدكم أو إن وعيدكم{[52674]} . ولا حاجة إلى قول من قال : إنه قوله : «لصادق » وقع فيه اسم الفاعل موقع المصدر أي لصدق لأن لفظ اسم الفاعل أبلغ إذا جعل الوعد أو الوعيد صادقاً مبالغة وإن كان الوصف إنما يقوم بمن يَعِدُ أو يُوعِدُ{[52675]} .

قال ابن الخطيب : وبناؤه من «أوعد » هو الحق ؛ لأن اليمين مع المنكر بِوَعِيدٍ{[52676]} لا بوَعْد ، و«الصادق » معناه ذو صدق «كعِيشَةٍ رَاضِيَةٍ » ، ووصف به الفاعل كوصف الفاعل بالمصدر في إفادة المبالغة{[52677]} .


[52672]:أي موصولة اسمية.
[52673]:قال أبو حيان: لقوله: {فذكّر بالقرآن من يخاف وعيد}.
[52674]:بالمعنى من البحر 8/134، وانظر أيضا 28/197 وفي الإعراب الكشاف 4/14.
[52675]:البحر المرجع السابق.
[52676]:في الرازي بوعيد وفي النسختين: موعد وقد حققت الكلمة كما في الرازي.
[52677]:عبارة الرازي: ووصف المصدر بما يوصف به الفاعل بالمصدر ففيه إفادة مبالغة، انظر: الرازي المرجع السابق 28/196 و197.