قال أبو جعفر رحمه الله : يقول الله لنبيه : فِيمَ أنْتَ مِنْ ذِكْراها يقول : في أيّ شيء أنت من ذكر الساعة والبحث عن شأنها . وذُكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يُكثر ذكر الساعة ، حتى نزلت هذه الاَية .
حدثني يعقوب بن إبراهيم ، قال : حدثنا سفيان بن عيينة ، عن الزهريّ ، عن عُروة ، عن عائشة ، قالت : لم يزلِ النبيّ صلى الله عليه وسلم يَسأل عن الساعة ، حتى أنزل الله عزّ وجلّ : فِيمَ أنْتَ مِنْ ذِكْراها ؟ إلى رَبّكَ مُنْتَهاها .
حدثنا أبو كُرَيب ، قال : حدثنا وكيع ، عن إسماعيل ، عن طارق بن شهاب ، قال : كان النبيّ صلى الله عليه وسلم لا يزال يَذكر شأن الساعة حتى نزلت يَسْئَلُونَكَ عَنِ السّاعَةِ أيّانَ مُرْساها ؟ . . . إلى مَنْ يَخْشاها .
حدثني محمد بن عمرو ، قال : حدثنا أبو عاصم ، قال : حدثنا عيسى وحدثني الحرث ، قال : حدثنا الحسن ، قال : حدثنا ورقاء ، جميعا عن ابن أبي نجيح ، عن مجاهد ، قوله : فيمَ أنْتَ مِنْ ذِكْراها قال : الساعة .
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
يقول الله لنبيه:"فِيمَ أنْتَ مِنْ ذِكْراها "يقول: في أيّ شيء أنت من ذكر الساعة والبحث عن شأنها...
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
أي: لست أنت من علمها في شيء...
الكشف والبيان في تفسير القرآن للثعلبي 427 هـ :
علمها عند الله، ولستَ من علمها في شيء...
التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :
أي: أنه ليس عندك علم متى تكون، وإنما عندك علم أنها تكون -ذكره الحسن...
لطائف الإشارات للقشيري 465 هـ :
مِنْ أَين لك عِلْمُها ولم نعلمك ذلك...
{فيم أنت من ذكراها}... معناه في أي شيء أنت عن تذكر وقتها لهم، وتبين ذلك الزمان المعين لهم، ونظيره قول القائل: إذا سأله رجل عن شيء لا يليق به: ما أنت وهذا؟ وأي شيء لك في هذا؟...
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
من المعلوم أنه يقول: إنهم ليسألونني وربما تحركت نفسه الشريفة صلى الله عليه وسلم إلى إجابتهم لحرصه على إسلامهم شفقة عليهم، فطمه عن ذلك وصرح بالإنكار بقوله: {فيم} أي في أي شيء {أنت من ذكراها} أي ذكرها العظيم لتعرفها وتبين وقتها لهم حرصاً على إسلامهم، وذلك لا يفيد علمها...
تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي 1376 هـ :
أي: ما الفائدة لك ولهم في ذكرها ومعرفة وقت مجيئها؟ فليس تحت ذلك نتيجة، ولهذا لما كان علم العباد للساعة ليس لهم فيه مصلحة دينية ولا دنيوية، بل المصلحة في خفائه عليهم، طوى علم ذلك عن جميع الخلق، واستأثر بعلمه فقال: {إِلَى رَبِّكَ مُنْتَهَاهَا}...
في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :
(فيم أنت من ذكراها؟).. إنها لأعظم من أن تسأل أو تسأل عن موعدها. فأمرها إلى ربك وهي من خاصة شأنه وليست من شأنك.
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
...و (ما) في قوله: {فيم} اسم استفهام بمعنى: أي شيء؟ مستعملة في التعجيب من سؤال السائلين عنها ثم توبيخهم. و (في) للظرفية المجازية بجعل المشركين في إحفائهم بالسؤال عن وقت الساعة كأنهم جعلوا النبي صلى الله عليه وسلم محوطاً بذكر وقت الساعة، أي متلبساً به تلبس العالم بالمعلوم...
أي في شيء هو ذكراها، أي في شيء هو أن تَذْكرها، أي لستَ متصدياً لشيء هو ذكرى الساعة...
وتقديم {فيم} على المبتدأ للاهتمام به ليفيد أن مضمون الخبر هو مناط الإِنكار بخلاف ما لو قيل: أأنت في شيء من ذكراها؟ والذكرى: اسم مصدر الذِّكر، والمراد به هنا الذكر اللساني...
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :
فسّرُ خفاء موعد الحق يرجع لأسباب تربوية، فإذا كان ساعة قيام القيامة معلومة فستحل الغفلة على الجميع إذا كانت بعيدة، وبالمقابل ستكون التقوى اضطراراً والورع بعيداً عن الحرية والاختيار إذا كانت قريبة، والأمران بطبيعتهما سيقتلان كلّ أثر تربوي مرجو. وثمّة احتمالات أخرى قد عرضها بعض المفسّرين، ومنها: إنّك لم تبعث لبيان وقت وقوع يوم القيامة، وإنّما لتعلن وتبيّن وجودها، وليس لحظة وقوعها. ومنها أيضاً: إنّ قيامك وظهورك مبيّن وكاشف عن قرب وقوع يوم القيامة بدلالة ما روي عن النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) حينما جمع بين سبابتيه وقال: «بعثت أنا والقيامة كهاتين» ولكنّ التّفسير الأوّل أنسب من غيره وأقرب...
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.