اللباب في علوم الكتاب لابن عادل - ابن عادل  
{فِيمَ أَنتَ مِن ذِكۡرَىٰهَآ} (43)

قوله { فِيْمَ } خبر مقدم و{ أنْتَ } مبتدأ مؤخرٌ ، و { مِنْ ذِكْراهَا } متعلقٌ بما تعلق به الخبر ، والمعنى : أنت في أي شيء من ذكراها ، أي : ما أنْتَ من ذكراهَا لهم وتبين وقتها في شيء .

وقال الزمخشري{[59330]} : «وعن عائشة - رضي الله عنها - لم يزل رسول الله عليه وسلم يذكر الساعة ، ويسأل عنها ويذكرها حتى نزلت ، قال : «فَهوَ عَلى هَذَا تَعجَّبَ مِنْ كَثْرَةِ ذِكْرهِ لَهَا كأنَّهُ قِيلَ : فِي أيِّ شُغلٍ واهتمامٍ أنْتَ من ذِكرِهَا والسُّؤال عَنْهَا »{[59331]} .

وقيل : الوقف على قوله : «فيم » ، وهو خبر مبتدأ مضمر ، أي : فيم هذا السؤال ، ثم يبتدئ بقوله : «أنْت مِنْ ذِكراهَا » أي : إرسالك ، وأنت خاتم الأنبياء ، وآخر الرسل ، والمبعوث في تسمية ذكر من ذكراها ، وعلامة من علاماتها ، فكفاهُم بذلك دليلاً على دُنوِّها ، ومشارفتها ، والاستعداد لها ، ولا معنى لسؤالهم عنها .

قاله الزمخشري : وهو كلام حسنٌ ، لولا أنَّه يخالف الظاهر ، وتفكيك لنظم الكلام .


[59330]:ينظر الكشاف 4/699.
[59331]:أخرجه الطبري في "تفسيره" (12/441)، والبزار (2279- كشف)، والحاكم (2/513-514)، عن عائشة. وقال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه ووافقه الذهبي وذكره السيوطي في "الدر المنثور" (6/515)، وزاد نسبته إلى ابن المنذر وابن مردويه. وذكره السيوطي أيضا في "الدر" (6/515)، عن عروة مرسلا وعزاه إلى سعيد بن منصور وابن المنذر وابن أبي حاتم وابن مردويه. وذكر الهيثمي في "المجمع" (7/136) الطريق الموصول وقال: رواه البزار ورجاله رجال الصحيح. وقد رجح أبو زرعة الطريق المرسل. ففي العلل (2/68) لابن أبي حاتم قال سمعت أبا زرعة يقول: الصحيح مرسل بلا عائشة.