فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{فِيمَ أَنتَ مِن ذِكۡرَىٰهَآ} (43)

{ فيم أنت من ذكراها } أي في أي شيء أنت يا محمد من ذكر القيامة والسؤال عنها والمعنى لست في شيء من علمها وذكرها إنما يعلمها الله سبحانه ، وهو استفهام إنكار ورد لسؤال المشركين عنها أي فيم أنت من ذلك حتى يسألوك عنها ولست تعلمها وأنت آخر الأنبياء وعلامة من علاماتها فلا معنى لسؤالهم عنها فكفاهم ذلك دليلا على دنوها ووجوب الاستعداد لها ، والأول أولى .

عن علي بن أبي طالب قال : " كان النبي صلى الله عليه وسلم يسأل عن الساعة فنزلت فيم أنت من ذكراها " أخرجه ابن مردويه .

وعن عائشة قالت : ما زال رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله وسلم يسأل عن الساعة حتى أنزل الله فيم أنت من ذكراها الخ فانتهى فلم يسأل عنها " أخرجه البزار وابن جرير وابن المنذر والحاكم وصححه .

وعن طارق بن شهاب قال : " كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يكثر ذكر الساعة حتى نزلت هذه الآية فكف عنها " أخرجه عبد بن حميد والنسائي وابن جرير وغيرهم .

وعن ابن عباس : " أن مشركي مكة سألوا النبي صلى الله عليه وسلم فقالوا متى الساعة استهزاء منهم ، فأنزل الله { يسألونك عن الساعة أيان مرساها } يعني مجيئها فيم أنت من ذكراها يعني ما أنت ممن علمها يا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ) .