غرائب القرآن ورغائب الفرقان للحسن بن محمد النيسابوري - النيسابوري- الحسن بن محمد  
{فِيمَ أَنتَ مِن ذِكۡرَىٰهَآ} (43)

1

وقوله { فيم أنت } على هذا تعجب من كثرة ذكره لها كأنه قيل : في أي شغل واهتمام أنت من ذكرها والسؤال عنها حرصاً على جوابهم إلى ربك منتهى علمها لم يؤته أحداً من خلقه . ويجوز أن يكون قوله { فيم أنت من ذكراها } من تتمة السؤال أي يسألونك فيم أنت من العلم بها . ويحتمل أن يكون فيم إنكار سؤالهم أي فيم هذا السؤال . ثم قيل : أنت من ذكراها أي إرسالك وأنت آخر الرسل وخاتم الأنبياء ذكر من أذكارها وعلامة من علاماتها فلا حاجة إلى الاستفهام عن وقتها بعد العلم باقترابها ، فإن هذا القدر من العلم يكفي في وجوب الاستعداد لها بل لا يتم الغرض من التكليف إلا بإخفاء وقته كالموت .

/خ46