معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{وُجُوهٞ يَوۡمَئِذٖ مُّسۡفِرَةٞ} (38)

{ وجوه يومئذ مسفرة } مشرقة مضيئة .

   
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{وُجُوهٞ يَوۡمَئِذٖ مُّسۡفِرَةٞ} (38)

وقوله : وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ مُسْفِرَةٌ يقول تعالى ذكره : وجوه يومئذٍ مشرقة مضيئة ، وهي وجوه المؤمنين الذين قد رضي الله عنهم . يقال : أسفر وجه فلان : إذا حَسُن ، ومنه أسفر الصبح : إذا أضاء ، وكلّ مضيء فهو مُسْفِر وأما سَفَر بغير ألف ، فإنما يقال للمرأة إذا ألقت نقابها عن وجهها أو برقعها ، يقال : قد سَفَرت المرأة عن وجهها ، إذا فعلت ذلك ، فهي سافر ومنه قول تَوْبةَ بن الحُمَيّر :

وكُنْتُ إذا ما زُرْتُ لَيْلَى تَبرْقَعَتْ *** فَقَدْ رَابَنِي مِنْها الغَدَاةَ سُفُورُها

يعني بقوله «سفورُها » : إلقاءها برقعها عن وجهها .

 
أنوار التنزيل وأسرار التأويل للبيضاوي - البيضاوي [إخفاء]  
{وُجُوهٞ يَوۡمَئِذٖ مُّسۡفِرَةٞ} (38)

وجوه يومئذ مسفرة مضيئة من إسفار الصبح .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{وُجُوهٞ يَوۡمَئِذٖ مُّسۡفِرَةٞ} (38)

وجملة : { وجوه يومئذٍ مسفرة } جواب ( إذا ) ، أي إذا جاءت الصاخة كان الناس صنفين صنف وجوههم مسفرة وصنف وجوههم مغبرة .

وقدم هنا ذكر وجوه أهل النعيم على وجوه أهل الجحيم خلافَ قوله في سورة النازعات ( 37 ) { فأما من طغى } ثم قوله : { وأما من خاف مقام ربه } [ النازعات : 40 ] إلى آخره لأن هذه السورة أقيمت على عماد التنويه بشأن رجل من أفاضل المؤمنين والتحقير لشأن عظيم من صناديد المشركين فكان حظ الفريقين مقصوداً مسوقاً إليه الكلام وكان حظ المؤمنين هو الملتفت إليه ابتداء ، وذلك من قوله : { وما يدريك لعله يزكى } [ عبس : 3 ] إلى آخره ، ثم قوله : { أما من استغنى فأنت له تصدى } [ عبس : 5 ، 6 ] .

وأما سورة النازعات فقد بُنِيت على تهديد المنكرين للبعث ابتداء من قوله : { يوم ترجف الراجفة تتبعها الرادفة قلوب يومئذ واجفة } [ النازعات : 6 8 ] فكان السياق للتهديد والوعيد وتهويل ما يلقونه يوم الحشر ، وأما ذكر حظ المؤمنين يومئذ فقد دعا إلى ذكره الاستطراد على عادة القرآن من تعقيب الترهيب بالترغيب .

وتنكير { وجوه } الأول والثاني للتنويع ، وذلك مسوغ وقوعهما مبتدأ .

وإعادة { يومئذ } لتأكيد الربط بين الشرط وجوابه ولطول الفصل بينهما والتقدير : وجوه مسفرة يوم يفرّ المرء من أخيه إلى آخره .

وقد أغنت إعادة { يومئذ } عن ربط الجواب بالفاء .

والمسفرة ذات الإسفار ، والإِسفار النور والضياء ، يقال : أسفر الصبح ، إذا ظهر ضوء الشمس في أفق الفجر ، أي وجوه متهللة فرحاً وعليها أثر النعيم .