تيسير الكريم المنان في تفسير القرآن لابن سعدي - ابن سعدي [إخفاء]  
{فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُۥ} (55)

{ فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ } لأنه قد بين له السبيل ، ووضح له الدليل .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُۥ} (55)

وقوله - سبحانه - : { فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُ } تفريع عن كون القرآن تذكرة وعظة لمن كان له قلب يفقه ، أو عقل يعقل .

أى : إن القرآن الكريم مشتمل على ما يذكر الإنسان بالحق ، وما يهديه إلى الخير والرشد ، فمن شاء أن يتعظ به اتعظ ، ومن شاء أن ينتفع بهداياته انتفع ، ومن شاء أن يذكر أوامره ونواهيه وتكاليفه . . فعل ذلك ، وظفر بما يسعده ، ويشرح صدره .

والتعبير بقوله - تعالى - { فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُ } يشعر بأن تذكر القرآن وحفظه . والعمل بأحكامه وإرشاداته . . فى إمكان كل من كان عنده الاستعداد لذلك .

أى : إن التذكر طوع مشيئتكم - أيها الناس - متى كنتم جادين وصادقين ومستعدين لهذا التذكر ، فاعملوا لذلك بدون إبطاء أو تردد . .

 
في ظلال القرآن لسيد قطب - سيد قطب [إخفاء]  
{فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُۥ} (55)

ثم يردعهم مرة أخرى ، وهو يلقي إليهم بالكلمة الآخيرة ، ويدعهم لما يختارون لأنفسهم من طريق ومصير :

( كلا ! إنه تذكرة . فمن شاء ذكره ) . .

إنه ، هذا القرآن الذي يعرضون عن سماعه ، وينفرون كالحمر ، وهم يضمرون في أنفسهم الحسد لمحمد ، والاستهتار بالآخرة . . إنه تذكرة تنبه وتذكر . فمن شاء فليذكر . ومن لم يشأ فهو وشأنه ، وهو ومصيره ، وهو وما يختار من جنة وكرامة ، أو من سقر ومهانة . .

   
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُۥ} (55)

{ فمن شاء } وفقه الله تعالى لذلك ذكر معاده فعمل له .

 
التحرير والتنوير لابن عاشور - ابن عاشور [إخفاء]  
{فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُۥ} (55)

وقوله : { فمن شاء ذكره } تفريع على أنه تذكرة ونظيره قوله تعالى : { إنّ هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربّه سبيلاً } في سورة المزمل ( 19 ) .

وهذا تعريض بالترغيب في التذكر ، أي التذكر طوعُ مشيئتكم فإن شئتم فتذكروا .

والضمير الظاهر في { ذكره } يجوز أن يعود إلى ما عاد إليه ضمير { إِنه } وهو القرآن فيكون على الحذف والإِيصال وأصله : ذَكَر به .

ويجوز أن يعود إلى الله تعالى وإن لم يتقدم لاسمه ذكر في هذه الآيات لأنه مستحضَر من المقام على نحو قوله : { إن هذه تذكرة فمن شاء اتخذ إلى ربّه سبيلاً } [ المزمل : 19 ] .

وضمير { شاء } راجع إلى ( مَنْ ) ، أي من أراد أن يتذكر ذَكَر بالقرآن وهو مثل قوله آنفاً { لمن شاء منكم أن يتقدم أو يتأخر } [ المدثر : 37 ] وقوله في سورة المزمل ( 19 ) { فمن شاء اتخذ إلى ربّه سبيلاً } .

وهو إنذار للناس بأن التذكر بالقرآن يحصلُ إذا شاؤوا التذكر به . والمشيئة تستدعي التأمل فيما يخلصهم من المؤاخذة على التقصير وهم لا عذر لهم في إهمال ذلك ، وقد تقدم في سورة المزمل .