نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي - البقاعي  
{فَمَن شَآءَ ذَكَرَهُۥ} (55)

ولما كان في غاية السهولة والحلاوة لكل من عرفه بوجه من الوجوه ، وكان الله سبحانه قد خلق القوى والقدر ، وجعل للعبد اختياراً ، قال مسبباً عن كونه موضعاً للتذكر : { فمن شاء } أي أن يذكره { ذكره * } فثبت{[70020]} في صدره وعلم معناه وتخلق به ، فليس أحد يقدر-{[70021]} أن يقول : إنه صعب التركيب عظيم التعقيد عسر الفهم ، يحتاج في استخراج المعاني منه إلى علاج كبير وممارسة طويلة فأنا معذور في الوقوف عنه ، بل هو-{[70022]} كالبحر الفرات ، من شاء اغترف ، لأنه خوطب به أمة أمية لا ممارسة لها لشيء من العلوم ، فسهل في لفظه ومعناه غاية السهولة مع أنه لا يوصل{[70023]} إلى قراره ولا يطمع في مناظرة أثر من آثاره ، بل كلما زاد الإنسان فيه تأملاً زاده{[70024]} معاني .


[70020]:من ظ و م، وفي الأصل: فيثبت.
[70021]:زيد من ظ و م.
[70022]:زيد من ظ و م.
[70023]:من ظ و م، وفي الأصل: يوصل بها.
[70024]:من ظ و م، وفي الأصل: لاده-كذا.