ثم يناقش إحدى مقولاتهم المتهافتة عن الله سبحانه . تلك التي ينسبون إليه فيها بنوة الملائكة ، الذين يتصورونهم إناثا ؛ موجها الخطاب مباشرة إليهم ، زيادة في التخجيل والترذيل :
( أم له البنات ولكم البنون ? ) .
وهم كانوا يعتبرون البنات في درجة أقل من درجة البنين ، إلى حد أن تسود وجوههم من الكمد والكظم حين يبشرون بالأنثى . وكانوا مع هذا لا يستحيون من نسبة البنات إلى الله ! فهو هنا يأخذهم بعرفهم وتقاليدهم ، ليخجلهم من هذا الادعاء . وهو في ذاته متهافت لا يستقيم !
تفسير مقاتل بن سليمان 150 هـ :
{أم له البنات ولكم البنون} وذلك أنهم قالوا: الملائكة بنات الله، فقال الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم في الصافات: {فاستفتهم} يعني سلهم {ألربك البنات ولهم البنون} [الصافات:149]...
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :
يقول تعالى ذكره للمشركين به من قريش: ألربكم أيها القوم البنات ولكم البنون؟ ذلك إذن قسمة ضيزى.
تأويلات أهل السنة للماتريدي 333 هـ :
يذكر سفههم في نسبتهم البنات إلى الله عز وجل وهم يأنفون من نسبتهن إليهم، فيُسكّن بذلك صدر رسول الله صلى الله عليه وسلم ويصبّره على أذاهم، أي إنهم يتقوّلون في ما قالوا، فاصبر على ما يقولون فيك، والله أعلم.
التبيان في تفسير القرآن للطوسي 460 هـ :
"أم له البنات ولكم البنون"... وهذا غاية التجهيل لهم والفضيحة عليهم...
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :
معناه: أم هم أهل الفضيلة علينا فيلزم لذلك انتحاؤهم وتكبرهم؟...
الجامع لأحكام القرآن للقرطبي 671 هـ :
"أم له البنات ولكم البنون " سفه أحلامهم توبيخا لهم وتقريعا. أي أتضيفون إلى الله البنات مع أنفتكم منهن، ومن كان عقله هكذا فلا يستبعد منه إنكار البعث...
نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :
{أم له البنات} أي كما ادعيتم {ولكم} أي خاصة {البنون} لتكونوا أقوى منه فتكذبوا رسوله محمداً صلى الله عليه وسلم وتردوا قوله من غير حجة فتكونوا آمنين من عذاب يأتيكم منه لضعفه وقوتكم، وهذه الأقسام كلها على تقدير التكذيب، وهي هنا بذكر ما على تقدير التصديق، وإنما وقع الرد فيها لعارض عرض.
في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :
(أم له البنات ولكم البنون؟). وهم كانوا يعتبرون البنات في درجة أقل من درجة البنين، إلى حد أن تسود وجوههم من الكمد والكظم حين يبشرون بالأنثى. وكانوا مع هذا لا يستحيون من نسبة البنات إلى الله! فهو هنا يأخذهم بعرفهم وتقاليدهم، ليخجلهم من هذا الادعاء. وهو في ذاته متهافت لا يستقيم!
التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :
أي كيف يكون لله البنات في حال أن لكم بنين وهم يعلمون أن صنف الذكور أشرف من صنف الإِناث على الجملة كما أشار إليه قوله تعالى...
فهذا مبالغة في تشنيع قولهم فليس المراد أنهم لو نسَبوا لله البنين لكان قولهم مقبولاً لأنهم لم يقولوا ذلك فلا طائل تحت إبطاله...
الأمثل في تفسير كتاب الله المنزل - لجنة تأليف بإشراف الشيرازي 2009 هـ :
وبديهي أنّ الذكر والأنثى لا يختلفان في نظر القيمة الإنسانية.. والتعبير في الآية المتقدّمة هو في الحقيقة من قبيل الاستدلال بعقيدتهم الباطلة ومحاججتهم بها.
مشروع تقني يهدف لتوفير قالب تقني أنيق وحديث يليق بالمحتوى الثري لمشروع الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم الصادر عن مؤسسة البحوث والدراسات العلمية (مبدع)، وقد تم التركيز على توفير تصفح سلس وسهل للمحتوى ومتوافق تماما مع أجهزة الجوال، كما تم عمل بعض المميزات الفريدة كميزة التلوين التلقائي للنصوص والتي تم بناء خوارزمية برمجية مخصصة لهذا الغرض.
تم الحصول على المحتوى من برنامج الجامع التاريخي لتفسير القرآن الكريم.
المشروع لا يتبع أي جهة رسمية أو غير رسمية، إنما هي جهود فردية ومبادرات شخصية لبعض الخبراء في مجال البرمجيات.
المشروع لازال في بداياته وننوي إن شاء الله العمل على تطويره بشكل مستمر وسنضع خطة تطوير توضح المميزات التي يجري العمل عليها إن شاء الله.
الدعاء للقائمين عليه، نشر الموقع والتعريف به، إرسال الملاحظات والمقترحات.