فتح البيان في مقاصد القرآن للقنوجي - صديق حسن خان  
{أَمۡ لَهُ ٱلۡبَنَٰتُ وَلَكُمُ ٱلۡبَنُونَ} (39)

{ أم له البنات ؟ } أي بل أتقولون : لله البنات ؟ { ولكم البنون ؟ } سفه سبحانه أحلامهم ، وضلل عقولهم ، ووبخهم ، أي أيضيفون إلى الله البنات ؟ وهي أضعف الصنفين ، ويجعلون لأنفسهم البنين وهم أعلاهما وفيه إشعار بأن من كان هذا رأيه فهو بمحل سافل في الفهم والعقل ، فلا يستبعد منه إنكار البعث ، وجحد التوحيد ، ثم رجع سبحانه إلى خطاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال :

{ أم تسألهم أجرا ؟ } أي بل أتسألهم أجرا يدفعونه إليك على تبليغ الرسالة ؟ { فهم من مغرم } أي من التزام غرامة تطلبها منهم { مثقلون } أي مجهودون بحملهم ذلك المغرم الثقيل ومتبعون ومغتمون ، من أثقله الحمل أتبعه لكن هذا الثقل معنوي لأن العادة أن من غرم إنسانا ما لا يصير الغارم مغتما منه وكارها له فلا يسمع قوله ، ولا يمتثله ، قال قتادة : يقول هل سألت هؤلاء القوم أجرا فجهدهم فلا يستطيعون الإسلام .