معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{أَلَيۡسَ ٱللَّهُ بِأَحۡكَمِ ٱلۡحَٰكِمِينَ} (8)

{ أليس الله بأحكم الحاكمين } بأقضى القاضين ، قال مقاتل : يحكم بينك وبين أهل التكذيب يا محمد . وروينا " أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : من قرأ { والتين والزيتون } فانتهى إلى آخرها : { أليس الله بأحكم الحاكمين } فليقل : بلى ، وأنا على ذلك من الشاهدين " .

ختام السورة:

أخبرنا عبد الواحد المليحي ، أنبأنا أحمد بن عبد الله النعيمي ، أنبأنا محمد بن يوسف ، حدثنا محمد بن إسماعيل ، أنبأنا أبو الوليد ، حدثنا شعبة عن عدي قال : سمعت البراء قال : " إن النبي صلى الله عليه وسلم كان في سفر فقرأ في العشاء في إحدى الركعتين بالتين والزيتون " فما سمعت أحدا أحسن صوتا أو قراءة منه صلى الله عليه وسلم .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{أَلَيۡسَ ٱللَّهُ بِأَحۡكَمِ ٱلۡحَٰكِمِينَ} (8)

والاستفهام فى قوله - تعالى - : { أَلَيْسَ الله بِأَحْكَمِ الحاكمين } للتقرير : إذا الجملة الكريمة تحقيق لما ذكر من خلق الإِنسان فى أحسن تقويم ، ثم رده إلى أسفل سافلين .

فكأنه - تعالى - يقول : إن الذى فعل ذلك كله هو أحكم الحاكمين خلقاً وإيجاداً ، وصنعاً وتدبيراً ، وقضاء وتقديراً ، فيجب على كل عاقل أن يخلص له العبادة والطاعة ، وأن يتبع رسوله صلى الله عليه وسلم فى كل ما جاء به من عند ربه - عز وجل - .

وقد روى الإِمام الترمذى عن أبى هريرة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قرأ منكم { والتين والزيتون . . . } ثم انتهى إلى قوله - تعالى - { أَلَيْسَ الله بِأَحْكَمِ الحاكمين } فليقل : بلى ، وأنا على ذلك من الشاهدين " .

نسأل الله - تعالى - أن يجعلنا جميعاً من عباده الصالحين .

وصلى الله على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{أَلَيۡسَ ٱللَّهُ بِأَحۡكَمِ ٱلۡحَٰكِمِينَ} (8)

وقوله : { أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ } أي : أما هو أحكم الحاكمين ، الذي لا يجور ولا يظلم أحدًا ، ومن عَدْله أن يقيم القيامة فينصف المظلوم في الدنيا ممن ظلمه . وقد قدمنا في حديث أبي هريرة مرفوعًا : " فإذا قرأ أحدكم { وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ } فأتى على آخرها : { أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ } فليقل : بلى ، وأنا على ذلك من الشاهدين " {[30231]} .

آخر تفسير [ سورة ]{[30232]} " وَالتِّينِ وَالزَّيْتُونِ " ولله الحمد .


[30231]:- (3) انظر: تفسير الآية الأخيرة من سورة القيامة.
[30232]:- (4) زيادة من م، أ.
 
الجامع التاريخي لبيان القرآن الكريم - مركز مبدع [إخفاء]  
{أَلَيۡسَ ٱللَّهُ بِأَحۡكَمِ ٱلۡحَٰكِمِينَ} (8)

جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري 310 هـ :

قوله : "ألَيْسَ اللّهُ بِأحْكَمِ الْحاكمِينَ" يقول تعالى ذكره : أليس الله يا محمد بأحكم من حكم في أحكامه ، وفصل قضائه بين عباده ؟ ... عن قتادة" ألَيْسَ اللّهَ بِأحْكَمِ الْحاكِمِينَ" ؟ ذُكر لنا أن نبيّ الله صلى الله عليه وسلم كان إذا قرأها قال : «بلى ، وأنا على ذلك من الشاهدين » ...

كان ابن عباس إذا قرأ : ألَيْسَ اللّهُ بِأحْكَمِ الْحاكِمينَ ؟ قال : سبحانك اللهمّ ، وَبلى .

النكت و العيون للماوردي 450 هـ :

...وفيه وجهان :

أحدهما : بأحكم الحاكمين صنعاً وتدبيراً ، قاله ابن عيسى .

الثاني : أحكم الحاكمين قضاء بالحق وعدلاً بين الخلق وفيه مضمر محذوف ، وتقديره : فلِمَ ينكرون مع هذه الحال البعث والجزاء ...

الكشاف عن حقائق التنزيل للزمخشري 538 هـ :

وعيد للكفار ، وأنه يحكم عليهم بما هم أهله . ...

المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية 542 هـ :

ثم وقف تعالى جميع خلقه على أنه { أحكم الحاكمين } على جهة التقرير ، ...

أحكام القرآن لابن العربي 543 هـ :

قَدْ رَوَى التِّرْمِذِيُّ وَغَيْرُهُ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - قَالَ : «إذَا قَرَأَ أَحَدُكُمْ : { أَلَيْسَ اللَّهُ بِأَحْكَمِ الْحَاكِمِينَ } فَلْيَقُلْ : بَلَى ، وَأَنَا عَلَى ذَلِكَ من الشَّاهِدِينَ » ...

نظم الدرر في تناسب الآيات و السور للبقاعي 885 هـ :

{ أليس الله } أي على ما له من صفات الكمال ، وأكده بالجار في قوله : { بأحكم الحاكمين } أي حتى يدع الخلق يهلك بعضهم بعضاً من غير جزاء ، فيكون خلقهم عبثاً ، بل هو أحكم الحاكمين علماً وقدرة وعدلاً وحكمة بما شوهد من إبداعه الخلق ومفاوتته بينهم ، وجعل الإنسان من بينهم على أحسن تقويم ، فلا بد أن يقيم الجزاء ويضع الموازين القسط ليوم القيامة فيظهر عدله وحكمته وفضله ...

في ظلال القرآن لسيد قطب 1387 هـ :

أليس الله بأعدل العادلين حين يحكم في أمر الخلق على هذا النحو ? أو . . أليست حكمة الله بالغة في هذا الحكم على المؤمنين وغير المؤمنين ? والعدل واضح . والحكمة بارزة . ...

التحرير والتنوير لابن عاشور 1393 هـ :

و« أحكم » يجوز أن يكون مأخوداً من الحكم ، أي أقضى القضاة ، ومعنى التفضيل أن حكمه أسد وأنفذ . ويجوز أن يكون مشتقاً من الحكمة . والمعنى : أنه أقوى الحاكمين حِكمةً في قضائه بحيث لا يخالط حكمه تفريط في شيء من المصلحة ....عُلم أن الله يفوق قضاؤه كل قضاء في خصائص القضاء وكمالاته ، وهي : إصابة الحق ، وقطع دابر الباطل ، وإلزام كل من يقضي عليه بالامتثال لقضائه والدخول تحت حكمه ...