معالم التنزيل في تفسير القرآن الكريم للبغوي - البغوي [إخفاء]  
{فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّىٰ} (31)

{ فلا صدق ولا صلى } يعني : أبا جهل ، لم يصدق بالقرآن ولا صلى لله .

 
التفسير الوسيط للقرآن الكريم لسيد طنطاوي - سيد طنطاوي [إخفاء]  
{فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّىٰ} (31)

ثم بين - سبحانه - جانبا من الأسباب التى أدت إلى سوء عاقبة المكذبين للحق ، فقال - تعالى - : { فَلاَ صَدَّقَ وَلاَ صلى . ولكن كَذَّبَ وتولى . ثُمَّ ذَهَبَ إلى أَهْلِهِ يتمطى } .

والفاء للتفريع على ما تقدم ، من قوله - تعالى - : { أَيَحْسَبُ الإنسان أَلَّن نَّجْمَعَ عِظَامَهُ } إلخ .

أو للتفريع والعطف على قوله - سبحانه - : { إلى رَبِّكَ يَوْمَئِذٍ المساق } . . أى : أن هذا الإِنسان الذى أنكر الحساب والجزاء ، وفارق الحياة ، كانت عاقبة أمره خسرا ، فلا هو صدق بالحق الذى جاءه الرسول صلى الله عليه وسلم ولا هو أدى الصلاة التى فرضها الله - تعالى - عليه ،

 
تفسير القرآن العظيم لابن كثير - ابن كثير [إخفاء]  
{فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّىٰ} (31)

وقوله : { فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى } هذا إخبار عن الكافر الذي كان في الدار الدنيا مكذبا للحق بقلبه ، متوليا عن العمل بقالبه ، فلا خير فيه باطنا ولا ظاهرا ، ولهذا قال : { فَلا صَدَّقَ وَلا صَلَّى وَلَكِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى ثُمَّ ذَهَبَ إِلَى أَهْلِهِ يَتَمَطَّى }

 
جامع البيان عن تأويل آي القرآن للطبري - الطبري [إخفاء]  
{فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّىٰ} (31)

القول في تأويل قوله تعالى : { فَلاَ صَدّقَ وَلاَ صَلّىَ * وَلََكِن كَذّبَ وَتَوَلّىَ * ثُمّ ذَهَبَ إِلَىَ أَهْلِهِ يَتَمَطّىَ * أَوْلَىَ لَكَ فَأَوْلَىَ * ثُمّ أَوْلَىَ لَكَ فَأَوْلَىَ * أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَن يُتْرَكَ سُدًى } .

يقول تعالى ذكره : فلم يصدّق بكتاب الله ، ولم يصلّ له صلاة ، ولكنه كذّب بكتاب الله ، وتولى فأدبر عن طاعة الله . وبنحو الذي قلنا في ذلك قال أهل التأويل . ذكر من قال ذلك :

حدثنا بشر ، قال : حدثنا يزيد ، قال : حدثنا سعيد ، عن قتادة فلا صَدّقَ وَلاَ صَلّى لا صدّق بكتاب الله ، ولا صلى لله ، وَلَكِنْ كَذّبَ وتَوَلّى كذّب بكتاب الله ، وتولى عن طاعة الله .

 
المحرر الوجيز في تفسير الكتاب العزيز لابن عطية - ابن عطية [إخفاء]  
{فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّىٰ} (31)

قال جمهور المتأولين : هذه الآية كلها إنما نزلت في أبي جهل بن هشام .

قال القاضي أبو محمد : ثم كادت هذه الآية أن تصرح له في قوله تعالى : { يتمطى } فإنها كانت مشية بني مخزوم ، وكان أبو جهل يكثر منها ، وقوله تعالى : { فلا صدق ولا صلى } تقديره فلم يصدق ولم يصل ، وهذا نحو قول الشاعر [ طرفة بن العبد ] : [ الطويل ]

فأي خميس فإنا لا نهابه*** وأسيافنا يقطرن من كبشه دما{[11486]}

وقول الآخر [ أبي خيراش الهذلي ] : [ الرجز ]

إن تغفر اللهم تغفر جمّا*** وأي عبد لك لا ألمَّا{[11487]}

{ فلا } في الآية عاطفة ، و { صدق } معناه برسالة الله ودينه ، وذهب قوم إلى أنه من الصدقة ، والأول أصوب .


[11486]:الخميس: الجيش الكبير، سمي بذلك لأنه يتكون من خمسة أقسام: المقدمة، والوسط والميمنة والميسرة والساقة، والإباء: الامتناع ، وكبش القوم سيدهم وحاميهم والمنظور إليه فيهم، وكبش الكتيبة: قائدها، والاستفهام هنا للنفي أو للأنكار، يقول: كيف نخاف جيشا لم يمتنع علينا وسيوفنا تقطر دما من قائده وحاميه؟ والشاهد أن "لا أبانا" بمعنى: لم يأبنا ولم يمتنع علينا، ومثله قول زهير: وكان طوى كشحا على مستكنة فلا هو أبداها ولم يتقدم أي: لم يبدها ولم يتقدم.
[11487]:هذان البيتان من الرجز من الشعر المختلف في نسبته، فقد نسبهما ابن بري لأمية بن أبي الصلت، ولم أجدهما في ديوانه، ونسبهما مسلم بن أي طرفة الهذلي لأبي خراش الهذلي مع بيتين غيرهما، وفي اللسان نسبهما مرة إلى أمية ومرة أخرى إلى أبي خراش، والجم: الكثير المجتمع، و "ألم" من الإلمام وهو مقاربة الذنب دون الوقوع فيه، أو ارتكاب الذنوب الصغيرة، والشاهد هنا أن "لا" بمعنى"لم" والمعنى: وأي عبد لك لم يرتكب الذنوب الصغيرة؟ لكنهم قالوا: إن "لا" بهذا المعنى تكون أفصح إذا كررت، وقلما تتكلم العرب بمثل هذا إلا وكررت "لا" مرتين، كقوله تعالى: "فلا صدق ولا صلى"، أي: لم يصدق ولم يصل.