تفسير القرآن الكريم لعبد الله شحاته - شحاته  
{فَلَا صَدَّقَ وَلَا صَلَّىٰ} (31)

26

المفردات :

يتمطى : يتبختر في مشيته اختيالا .

التفسير :

31 ، 32 ، 33- فلا صدّق ولا صلّى* ولكن كذّب وتولّى* ثم ذهب إلى أهله يتمطّى .

فلا صدق بالقرآن ، ولا صلى للرحمان .

أو : لا صدق بالله ووحدانيته ، بل اتخذ الشركاء والأنداد ، وجحد كتبه التي أنزلها على أنبيائه .

ولا صلى . أي : لم يخضع لله راكعا وساجدا ، متبتلا ملتزما بالفرائض والأوامر ، مجتنبا للمحرمات والنواهي .

قال أبو حيان في البحر المحيط :

والجمهور على أن هذه الآيات نزلت في أبي جهل ، وكادت تصرّح به في قوله : يتمطّى . فإنها كانت مشيته ، ومشية قومه بني مخزوم ، وكان يكثر منها .

ولكن كذّب وتولّى .

كذّب بالقرآن ، وأعرض عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان أبو جهل يأتي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيسمع القرآن ، ثم يخرج معرضا فلا يؤمن ولا يطيع ، ولا يتأدب ولا يخشى ، ويؤذي رسول الله صلى الله عليه وسلم بالقول ، ويصد عنه الناس ويحذّرهم منه .

ثم ذهب إلى أهله يتمطّى .

ثم يذهب أبو جهل إلى قومه مختالا متكبرا ، متباهيا بما فعل ، فخورا بما ارتكب من الشر .

والتعبير القرآني يتهكم به ويسخر منه ، ويصوّر حركة اختياله بأنه : يتمطّى . يمطّ في ظهره ، ويتعاجب تعاجبا ثقيلا كريها .

وكم من أبي جهل في تاريخ الدعوة إلى الله ، يسمع ويعرض ، ويتفنن في الصدّ عن سبيل الله ، ويفتخر بما مكر وبما أفسد في الأرض .